تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ١٢٣
أمثالها (1)، وعن مجاهد (2): الزيادة: مغفرة من الله ورضوان (3) * (ولا يرهق وجوههم) * ولا يغشاها * (قتر) * غبرة فيها سواد * (ولا ذلة) * ولا أثر هوان، والمعنى:
لا يرهقهم ما يرهق أهل النار، كقوله: * (ترهقها قترة) * (4)، و * (ترهقهم ذلة) *.
* (والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحب النار هم فيها خالدون (27) ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون (28) فكفي بالله شهيدا بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين (29) هنالك تبلوا كل نفس ما أسلفت وردوا إلى الله موليهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون (30)) * * (والذين كسبوا) * إما أن يكون معطوفا على قوله: * (للذين أحسنوا) * كأنه قيل: * (و) * ل‍ * (الذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها) *، وإما أن يكون تقديره: * (و) * جزاء * (الذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها) *، والمعنى:
جزاؤهم أن تجازى سيئة واحدة بمثلها لا يزاد عليها، وهذا أوجه لأن في الأول

(١) حكاه عنه الماوردي في تفسيره: ج ٢ ص ٤٣٣.
(٢) هو مجاهد بن جبر، مولى بني مخزوم، تابعي، مفسر من أهل مكة، قال الذهبي: أخذ التفسير عن ابن عباس، قرأه عليه ثلاث مرات. تنقل في الأسفار واستقر في الكوفة، أما كتابه في التفسير فيتقيه المفسرون، وسئل الأعمش عن ذلك فقال: كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب، يعني اليهود والنصارى، مات بمكة سنة ثلاث ومائة وهو ابن ثلاث وثمانين سنة.
انظر ميزان الاعتدال للذهبي: ج ٣ ص ٩.
(٣) حكاه عنه الطبري في تفسيره: ج ٦ ص ٥٥٢ ح ١٧٦٥٥، والسيوطي في الدر المنثور: ج ٤ ص ٣٥٩ - ٣٦٠ وعزاه لابن أبي شيبة وابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم، وأبو حيان في البحر المحيط: ج ٥ ص ١٤٦.
(٤) عبس: ٤١.
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»