تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ١٢٠
بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين (22) فلما أنجيهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم متع الحياة الدنيا ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون (23)) * قرئ: " ينشركم " (1) من النشر، ومثله: * (ثم إذا أنتم بشر تنتشرون) * (2) والمعنى: * (هو الذي) * يمكنكم من السير بما هيأ لكم من أسباب السير * (في البر) * بخلق الدواب وتسخيرها لكم * (و) * في * (البحر) * بإرسال الرياح التي تجري السفن في الجهات المختلفة * (حتى إذا كنتم في الفلك) * خص الخطاب براكبي البحر، أي: إذا كنتم في السفن * (وجرين بهم) * عدل عن الخطاب إلى الغيبة للمبالغة، كأنه يذكر لغيرهم حالهم ليعجبهم منها، أي: وجرت الفلك أي: السفن بالناس * (بريح طيبة) * لينة يستطيبونها، وجواب * (إذا) * قوله: * (جاءتها ريح عاصف) * أي: شديدة الهبوب هائلة * (وجاءهم الموج من كل مكان) * من أمكنة الموج * (وظنوا أنهم أحيط بهم) * وهو مثل في الهلاك * (دعوا الله) * هو بدل من * (ظنوا) * لأن دعاءهم من لوازم ظنهم الهلاك، وهو ملتبس به، والجملة الشرطية الواقعة بعد * (حتى) * بما في حيزها غاية للتسيير، فكأنه قال: هو الذي يسيركم حتى إذا وقعت هذه الحادثة وكان كيت وكيت من مجئ الريح العاصف وتراكم الأمواج والظن للهلاك والدعاء بالإنجاء، وقال: * (مخلصين له الدين) * لأنهم

(١) وهي قراءة زيد بن ثابت وابن عامر وأبي جعفر يزيد بن القعقاع والحسن وأبي العالية وزيد ابن علي و عبد الله بن جبير وأبي عبد الرحمن وشيبة. راجع التبيان: ج ٥ ص ٣٥٩، والبحر المحيط لأبي حيان: ج ٥ ص ١٣٧.
(٢) الروم: ٢٠.
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»