تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٢٣٨
هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شئ قدير) * (259) سورة البقرة / 259 * (أو كالذي) * معناه: أو أرأيت مثل الذي مر، فحذف لدلالة * (ألم تر) * عليه، لأن كلتيهما كلمة تعجيب، ويجوز أن يحمل على المعنى كأنه قيل: أرأيت كالذي حاج إبراهيم * (أو كالذي مر على قرية) * والمار عزير أو ارمياء، أراد أن يعاين إحياء الموتى ليزداد بصيرة * (قال أنى يحى ى هذه الله) * هذا اعتراف بالعجز عن معرفة طريقة الإحياء واستعظام لقدرة المحيي، والقرية: بيت المقدس حين خربه بخت نصر، وقيل: هي القرية التي خرج منها الألوف حذر الموت (1) * (وهي خاوية على عروشها) * أي: ساقطة على أبنيتها وسقوفها كأن سقوفها سقطت ثم وقعت البنيان عليها، قال: كيف يحيي الله هذه القرية بعد خرابها؟ أطلق لفظ " القرية " وأراد أهلها، وأحب أن يريه الله إحياءها مشاهدة * (فأماته الله مائة عام) * روي:
أنه مات ضحى وبعث بعد مائة سنة قبل غيبوبة الشمس، فقال قبل النظر إلى الشمس: * (لبثت يوما) * ثم التفت فرأى بقية من الشمس فقال: * (أو بعض يوم) * (2)، وروي: أن طعامه كان تينا وعنبا وشرابه عصيرا أو لبنا، فوجد التين والعنب كما جنيا والشراب على حاله (3) * (لم يتسنه) * أي: لم تغيره السنون،

(١) قاله ابن زيد كما حكاه عنه القرطبي في تفسيره: ج ٣ ص ٢٨٩.
(٢) رواه الشيخ في التبيان: ج ٢ ص ٣٢٣، والبغوي في تفسيره: ج ١ ص ٢٤٥.
(٣) رواه الماوردي في تفسيره: ج ١ ص ٣٣٢، وانظر تفسير العياشي: ج ١ ص ١٤٠ - 141 ح 466.
(٢٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»