تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٢٣٣
وكتابة.
* (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجت وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد) * (253) * (تلك الرسل) * إشارة إلى الرسل التي ذكرت قصصها في السورة، أو التي ثبت علمها عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) * (فضلنا بعضهم على بعض) * لما أوجب ذلك من تفاضلهم في مراتبهم * (منهم من كلم الله) * أي: فضله الله بأن كلمه من غير سفير، وهو موسى (عليه السلام) * (ورفع بعضهم درجت) * أي: ومنهم من رفعه على سائر الأنبياء، فكان بعد تفاوتهم في الفضل أفضل منهم بدرجات كثيرة، وهو محمد صلوات الله عليه وآله لأنه المفضل عليهم حيث أوتي ما لم يؤته أحد من المعجزات الموفية على ألف وأكثر، وبعث إلى الإنس والجن، وخص بالمعجزة القائمة إلى يوم القيامة وهي القرآن، وفي هذا الإبهام من تعظيم شأنه وإعلاء مكانه مالا يخفى، لأن فيه أنه العلم الذي لا يشتبه والمشهور الذي لا يخفى * (وآتينا عيسى ابن مريم البينات) * كإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص * (وأيدناه بروح القدس) * تقدم تفسيره (1) * (ولو شاء الله) * مشية إلجاء وقسر * (ما اقتتل الذين من) * بعد الرسل لاختلافهم في الدين وتكفير بعضهم بعضا * (ولكن اختلفوا فمنهم من آمن) * لالتزامه دين الأنبياء * (ومنهم من كفر) * لإعراضه عنه * (ولو شاء الله

(1) تقدم في ص 83، فراجع.
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»