الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٣ - الصفحة ٢٩٧
وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك مريب.
سورة الملائكة مكية. وهي خمس وأربعون آية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولى أجنحة مثنى
____________________
بعيد لا مجال للظن في لحوقه حيث يريد أن يقع فيه لكونه غائبا عنه شاحطا، والغيب: الشئ الغائب. ويجوز أن يكون الضمير للعذاب الشديد في قوله - بين يدي عذاب شديد - وكانوا يقولون: وما نحن بمعذبين إن كان الامر كما تصفون من قيام الساعة والعقاب والثواب، ونحن أكرم على الله من أن يعذبنا قائسين أمر الآخرة على أمر الدنيا فهذا كان قذفهم بالغيب وهو غيب ومقذوف به من جهة بعيدة، لان دار الجزاء لا تنقاس على دار التكليف (ما يشتهون) من نفع الايمان يومئذ والنجاة به من النار والفوز بالجنة، أو من الرد إلى الدنيا كما حكى عنهم - ارجعنا نعمل صالحا - (بأشياعهم) بأشباههم من كفرة الأمم ومن كان مذهبه مذهبهم (مريب) إما من أرابه إذا أوقعه في الريبة والتهمة، أو من أراب الرجل إذ صار ذا ريبة ودخل فيها، وكلاهما مجاز إلا أن بينهما فريقا وهو أن المريب من الأول منقول ممن يصح أن يكون مريبا من الأعيان إلى المعنى، والمريب من الثاني منقول من صاحب الشك إلى الشك كما تقول شعر شاعر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة سبأ لم يبق رسول ولا نبي إلا كان له يوم القيامة رفيقا ومصافحا ". سورة الملائكة مكية. وهي خمس وأربعون أية (بسم الله الرحمن الرحيم) (فاطر السماوات) مبتدأها ومبتدعها. وعن مجاهد عن أبن عباس رضي الله عنهما: ما كنت أدري ما فاطر السماوات والأرض حتى اختصم إلى أعرابيان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها: أي ابتدأتها. قرئ الذي فطر السماوات والأرض وجعل الملائكة، وقرئ جاعل الملائكة بالرفع على المدح (رسلا) ضم السين وسكونها (أولى
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»