الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٣ - الصفحة ٢٣٩
إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير {سورة السجدة} مكية. وهي ثلاثون آية بسم الله الرحمن الرحيم
____________________
الخمس، فاستفتى العلماء في ذلك فتأولوها بخمس سنين وبخمسة أشهر وبغير ذلك، حتى قال أبو حنيفة رحمه الله: تأويلها أن مفاتح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله وأن ما طلبت معرفته لا سبيل لك إليه (عنده علم الساعة) أيان مرساها (وينزل الغيث) في إبانه من غير تقديم ولا تأخير وفي بلد لا يتجاوزه به (ويعلم ما في الأرحام) أذكر أم أنثى أتام أم ناقص؟ وكذلك ما سوى ذلك من الأحوال (وما تدري نفس) برة أو فاجرة (ماذا تكسب غدا) من خير أو شر، وربما كانت عازمة على خير فعملت شرا وعازمة على شر فعملت خيرا (وما تدري نفس) أين تموت، وربما أقامت بأرض وضربت أوتادها وقالت لا أبرحها واقبر فيها، فترمى بها مرامى القدر حتى تموت في مكان لم يخطر ببالها ولا حدثتها به ظنونها. وروى أن ملك الموت مر على سليمان فجعل ينظر إلى رجل من جلسائه يديم النظر إليه، فقال الرجل من هذا؟ قال: ملك الموت فقال: كأنه يريدني وسأل سليمان إن يحمله على الريح ويلقيه ببلاد الهند ففعل، ثم قال ملك الموت لسليمان: كان دوام نظري إليه تعجبا منه لأني أمرت أن أقبض روحه بالهند وهو عندك. وجعل العلم لله والدراية للعبد لما في الدراية من معنى الختل والحيلة، والمعنى: أنها لا تعرف وإن أعملت حيلها ما يلصق بها ويختص ولا يتخطاها، ولا شئ أخص بالانسان من كسبه وعاقبته، فإذا لم يكن له طريق إلى معرفتهما كان من معرفة ما عداهما أبعد. وقرئ بأية أرض وشبه سيبويه تأنيث: أي بتأنيث كل في قولهم كلتهن. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة لقمان كان له لقمان رفيقا يوم القيامة، وأعطى من الحسنات عشرا عشرا بعدد من عمل بالمعروف ونهى عن المنكر ".
سورة السجدة مكية. وهي ثلاثون آية، وقيل تسع وعشرون آية (بسم الله الرحمن الرحيم)
(٢٣٩)
مفاتيح البحث: سورة السجدة (1)، الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»