الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٢ - الصفحة ٤
بربهم يعدلون. هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده،
____________________
بربهم يعدلون) قلت: إما على قوله الحمد لله على معنى أن الله حقيق بالحمد على ما خلق لأنه ما خلقه إلا نعمة ثم الذين كفروا به يعدلون فيكفرون نعمته، وإما على قوله - خلق السماوات - على معنى أنه خلق ما خلق مما لا يقدر عليه أحد سواه، ثم هم يعدلون به ما لا يقدر على شئ منه. فإن قلت: فما معنى ثم؟ قلت: استبعاد أن يعدلوا به بعد وضوح آيات قدرته، وكذلك - ثم أنتم تمترون - استبعاد لأن يمتروا فيه بعد ما ثبت أنه محييهم ومميتهم وباعثهم (ثم قضى أجلا) أجل الموت (وأجل مسمى عنده) أجل القيامة، وقيل الأجل الأول ما بين أن يخلق إلى أن يموت، والثاني ما بين الموت والبعث وهو البرزخ، وقيل الأول النوم، والثاني الموت. فإن قلت:
المبتدأ النكرة إذا كان خبره ظرفا وجب تأخيره، فلم جاز تقديمه في قوله وأجل مسمى عنده؟ قلت: لأنه تخصص
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»