الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ٦٩
غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
____________________
قولك: هل أدلك على فلان الأكرم الأفضل، لإنك ثنيت ذكره مجملا أولا ومفصلا ثانيا، وأوقعت فلانا تفسيرا وإيضاحا للأكرم الأفضل فجعلته علما في الكرم والفضل، فكأنك قلت: من أراد رجلا جامعا للخصلتين فعليه بفلان فهو المشخص المعين لاجتماعهما فيه غير مدافع ولا منازع، والذين أنعمت عليهم هم المؤمنون. وأطلق الإنعام ليشمل كل إنعام لأن من أنعم الله عليه بنعمة الإسلام لم تبق نعمة إلا أصابته واشتملت عليه. وعن ابن عباس هم أصحاب موسى قبل أن يغيروا، وقيل هم الأنبياء. وقرأ ابن مسعود " صراط " من " أنعمت عليهم " (غير المغضوب عليهم) بدل من الذين أنعمت عليهم، على معنى أن المنعم عليهم هم الذين سلموا من غضب الله والضلال أو صفة على معنى أنهم جمعوا بين النعمة المطلقة وهى نعمة الإيمان وبنى السلامة من غضب الله والضلال.
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 56 60 67 68 69 76 108 112 116 123 ... » »»