التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ٢٤٩
عذاب مهين (9) من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم) (10) خمس آيات بلا خلاف.
قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي " تؤمنون " بالتاء على وجه الخطاب للكفار على تقدير قل لهم يا محمد. الباقون بالياء على وجه الاخبار عنهم والتعجب منهم.
لما اخبر الله تعالى عن القرآن بأنه تنزيل من الله وأن في السماوات والأرض آيات ودلالات لمن نظر فيها تدل على الحق وأن في أنفس الخلق وإنزال الماء من السماء وإخراج النبات وبث أنواع الحيوان أدلة لخلقه تدلهم على توحيد الله وحكمته لمن أنعم النظر فيها، بين ههنا أن ما ذكره أدلة الله التي نصبها لخلقه المكلفين لإزاحة علتهم وانه يتلوها بمعنى يقرؤها على نبيه محمد ليقرءها عليهم بالحق دون الباطل.
والتلاوة الاتيان بالثاني في أثر الأول في القراءة، فتلاوة الحروف بعضها بعضا يكون في الكتابة والقراءة، وفلان يتلو فلانا أي يأتي بعده، وفلان يتلو القرآن أي يقرؤه، والحق الذي تتلى به الآيات هو كلام مدلوله على ما هو به في جميع أنواعه. والفرق بين حديث القرآن وآياته ان حديثه فصص تستخرج منه عبر تدل على الحق من الباطل، والآيات هي الأدلة التي تفصل بين الصحيح والفاسد فهو مصروف في الامرين ليسلك الناظر فيه الطريقين، لما له في كل واحد منهما من الفائدة في القطع بأحد الحالين في أمور الدين.
ثم قال على وجه التهجين لهم إن هؤلاء الكفار إن لم يصدقوا بما تلوناه فبأي شئ بعده يؤمنون.
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»
الفهرست