التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٥١٥
ثم اخبر تعالى ان كفار قوم إبراهيم انهم * (أرادوا به كيدا) * وحيلة وهو وما أرادوا من إحراقه بالنار * (فجعلناهم الأسفلين) * بأن أهلكهم الله ونجا إبراهيم وقيل منع الله - عز وجل - النار منه بل صرفها في خلاف جهته، فلما أشرفوا على ذلك علموا انهم لا طاقة لهم به.
ثم حكى ما قال إبراهيم حين أرادوا كيده، فإنه قال * (إني ذاهب إلى ربي) * ومعناه إلي مرضات الله ربي بالمصير إلى المكان الذي أمرني ربي بالذهاب إليه. وقيل: إلى الأرض المقدسة وقيل إلى ارض الشام. وقال قتادة: معناه * (إني ذاهب إلى ربي) * أي بعملي ونيتي، ومعنى * (سيهدين) * يعني يهديني في ما بعد إلى الطريق الذي امرني بالمصير إليه أو إلى الجنة بطاعتي إياه.
ثم دعا إبراهيم ربه فقال * (ربي هب لي من الصالحين) * يعني ولدا صالحا من الصالحين، كما تقول: اكلت من الطعام، وحذف لدلالة الكلام عليه، فأجابه الله تعالى إلى ذلك وبشره بغلام حليم اي حليما لا يعجل في الأمور قبل وقتها، وفي ذلك بشارة له على بقاء الغلام حتى يصير حليما.
وقال قوم: المبشر به إسحاق وقال آخرون إسماعيل، ونذكر خلافهم في ذلك في ما بعد.
قوله تعالى:
* (فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام إني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت أفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين (102) فلما أسلما وتله للجبين (103)
(٥١٥)
مفاتيح البحث: الشام (1)، الطعام (1)، المنع (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 510 511 512 513 514 515 516 517 518 519 520 ... » »»
الفهرست