التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٢١١
يكن له عاقبة الدار أم الكافر؟. وكل ما كان من هذا فهكذا القول فيه، وهو قياس قول الخليل.
شبه الله سبحانه حال من اتخذ من دونه أولياء ينصرونه عند الحاجة في الوهن والضعف بحال العنكبوت الذي يتخذ بيتا ليأوى إليه، فكما أن بيت العنكبوت في غاية الوهن والضعف، فكذلك حال من اتخذ من دون الله أولياء مثله في الضعف والوهن. والمثل قول سائر يشبه به حال الثاني بالأول. و (الاتخاذ) أخذ الشئ على اعداده لنائبة، وهو (افتعال) من (الاخذ) فلما اخذوا عبادة غير الله إعدادا لنائبة كانوا اتخذوا الأولياء من دون الله، وذلك فاسد لان عبادة الله هي العاصمة من المكاره دون عبادة الأوثان. والمولي هو المتولي للنصرة، وهو أبلغ من الناصر، لان الناصر قد يكون ناصرا بأن يأمر غيره بالنصرة، والولي هو الذي يتولى فعلها بنفسه. والعنكبوت هو دابة لطيفة تنسج بيتا تأويه، في غاية الوهن والضعف، ويجمع عناكب، ويصغر عنيكب ووزنه (فعللوت) وهو يذكر ويؤنث، قال الشاعر:
على هطأ لهم منهم بيوت * كأن العنكبوت هو ابتناها (1) ويقال: هو العنكباء. ثم اخبر تعالى " ان أوهن البيوت لبيت العنكبوت " الذي شبه الله حال من اتخذ من دونه أولياء به، فإذا حاله أضعف الأحوال.
وقوله " لو كانوا يعلمون " صحة ما أخبرناهم به ويتحققونه، لكنهم كفار بذلك، فلا يعلمونه ف‍ (لو) متعلقة بقوله " اتخذوا " أي لو علموا أن اتخاذهم الأولياء كاتخاذ العنكبوت بيتا سخيفا لم يتخذوهم أولياء، ولا يجوز أن تكون متعلقة بقوله " وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت " لأنهم كانوا عالمين بأن

(٢١١)
مفاتيح البحث: الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»
الفهرست