التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٢١٠
لو كان من فعله لما كانوا هم الظالمين لنفوسهم، بل كان الظالم لهم من فعل فيهم الظلم قوله تعالى:
* (مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون (41) إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شئ وهو العزيز الحكيم (42) وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون (43) خلق الله السماوات والأرض بالحق إن في ذلك لاية للمؤمنين (44) أتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون) * (45) خمس آيات بلا خلاف.
قرأ أبو عمرو ويعقوب وعاصم - في رواية حفص - والعليمي، والعبسي " ان الله يعلم ما يدعون من دونه " بالياء على الخبر عن الغائب. الباقون بالتاء على الخطاب. قال أبو علي: (ما) استفهام وموضعها النصب ب‍ (يدعون) ولا يجوز أن يكون نصبا ب‍ (يعلم) ولكن صارت الجملة التي هي منها في موضع نصب، وتقديره إن الله يعلم أوثانا يدعون من دونه، لا يخفى عليه ذلك.
ومثله " فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار " (1) والمعنى سيعلمون آلمسلم

(1) سورة 6 الانعام آية 135
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»
الفهرست