التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ١٩٤
فلو كان زبر مشركا لعذرته * ولكن زبرا يزعم الناس مسلم ويقال: تأبد الربيع إذا مر عليه قطعة من الدهر وليس يعنون انه مر عليه أبد لا غاية له قال مزاحم العقيلي:
أتعرف بالغريق دارا تأبدت * من الحي واستبقت عليها العواصف فأما الخلود، فليس في كلام العرب ما يدل على أنه بقاء لا غاية له وإنما يخبرون به عن البقاء إلى مدة كما قال المخبل السعدي:
الا رمادا هامدا دفعت * عنه الرياح خوالد سحم (1) أراد دفع الرياح عن النؤي إلى هذا الوقت هذه الأثافي التي بقيت إلى هذا الوقت.
قوله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الايمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون (24) آية.
روي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام ان هذه الآية نزلت في حاطب بن بلتعة حيث كتب إلى قريش بخبر النبي صلى الله عليه وآله حين أراد فتح مكة.
هذه خطاب من الله تعالى للمؤمنين ينهاهم فيه عن اتخاذ آبائهم وإخوانهم أولياء متى استحبوا الكفر. وآثروه على الايمان. و " الاتخاذ " هو الافتعال من اخذ الشئ. والاتخاذ اعداد الشئ لامر من الأمور.
واتخاذهم أولياء: هو ان يعتقدوا موالاتهم ووجوب نصرتهم فيما ينوبهم، وليس ذلك بمانع من صلتهم. والاحسان إليهم، لأنه تعالى حث على ذلك، فقال: " وان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا

(1) مر هذا البيت في 2 / 28
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»
الفهرست