التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ١٧٧
لحرام، قيل فيهم ثلاثة أقوال: قال مجاهد: هم خزاعة. وقال ابن إسحاق: هم قوم من بني كنانة. وقال ابن عباس: هم قريش.
وقوله " ان الله يحب المتقين " اخبار منه تعالى انه يحب من يتقي معاصيه ويعمل بطاعاته وانه يريد ثوابه ومنافعه. وفي الآية دليل على أن تمكين الحربي من المقام في دار الاسلام بعد قضاء حاجته ليس بجائز.
قوله تعالى:
كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون (9) آية.
تقدير الآية كيف لهم عهد وكيف لا تقتلونهم وحذف، لان قوله في الآية لاولى " كيف يكون للمشركين عهد " دل على ذلك ومثله قول الشاعر:
وخبر تماني أنما الموت في القرى * فكيف وهاتا هضبة وقليب (1) ويروى وهذي اي كيف مات وليس في قرية. وقال الحطيئة في حذف الفعل بعد كيف:
فكيف ولم أعلمهم خذلوكم * على معظم ولا أديمكم قدوا (2) أي كيف تلومونني على مدح قوم وتذمونهم. والمعنى كيف لهم يعني لهؤلاء المشركين عهد، وهم إن يظهروا عليكم بمعنى يعلوا عليكم بالغلبة، لان الظهور هو العلو بالغلبة. واصله خروج الشئ إلى حيث يصح ان يدرك " لا يرقبوا فيكم " معناه لا يراعون فيكم، والرقوب هو العمل في الامر على ما تقدم به العهد. والمراقبة

(١) قائله كعب بن سعد الغنوي. الأصمعيات ٩٩ وتفسير الطبري ١٤ / ١٤٥ وأمالي القالي ٢ / ١٥١ ومعاني القرآن ١ / ٤٢٤ (٢) معاني القرآن 1 / 424
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»
الفهرست