التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ١٤٩
فان الله يعلمني ووهبا * وإنا سوف نلقاه كلانا (1) وقوله تعالى: " وما تنفقوا من شئ في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون " يعني ما من شئ تنفقونه في الجهاد إلا والله يوفيكم ثوابه على ذلك بأتم الجزاء ولا تبخسون، فمعنى الآية الامر باعداد السلاح والكراع لإخافة أعداء الله بما يملا صدورهم من الاستعداد لقتالهم مع تضمن اخلاف ما انفق في سبيل الله بأحوج ما يكون صاحبه إليه بما تربح فيه تجارته.
قوله تعالى:
وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم (62) آية.
قرأ أبو بكر عن عاصم " السلم " بكسر السين. الباقون بفتحها وفي ذلك ثلاث لغات:
الفتح والكسر مع سكون اللام، وفتح السين واللام معا ومعناها المسالمة ولذلك أنث قال رجل من اليمن جاهلي:
أنا بل انني سلم * لأهلك فاقبلي سلمى (2) قال أبو الحسن: السلم فيها الكسر والفتح لغتان. وقال غيره: السلم بفتح السين واللام على ثلاثة أوجه. تقول: أخذت الأسير سلما اي على الاستسلام. والسلم السلف على السلامة. والسلم شجر واحده سلمة، تقول له بالسلامة.
وقوله: " وان جنحوا للسلم " معناه ان مالوا إلى المسالمة، تقول: جنح يجنح جنوحا وجنحت السفينة إذا مالت إلى الوقوف، ومنه جناح الطائر لأنه يميل به في

(١) قائله النمر بن ثولب العلكي. الاقتضاب: ٣٠٣، والمفصل للزمخشري: ٨٨ وتفسير الطبري ١٤ / ٣٩.
(٢) مجاز القرآن 1 / 250 والتاج واللسان (سلم).
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»
الفهرست