التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ١٦٧
به ذكرى ليتقوا عذاب الله.
وقال أبو جعفر (ع): لما نزلت " فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين " قال المسلمون كيف نصنع إن كان كلما استهزء المشركون بالقرآن قمنا وتركناهم فلا ندخل إذا المسجد الحرام ولا نطوف بالبيت الحرام، فأنزل الله تعالى " وما على الذين يتقون من حسابهم من شئ " وأمرهم بتذكيرهم وتبصيرهم ما استطاعوا.
قوله تعالى:
وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون (70) آية عند الجميع.
معنى قوله " ذر " دع يقال: وذر يذر مثل ودع يدع، فإذا أمرت منه قلت: ذركما قال " ذرهم يأكلوا ".
وقوله " الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا " يعني هؤلاء الكفار الذين وصفهم انهم اتخذوا دين الله لعبا ولهوا، لأنه لا معنى لمحاجة من كانت هذه سبيله، لأنه لاعب عابث، لا يصغي لما يقال له، فالمكلم له والمحتج عليه غير منتفع ولا نافع. وقد قطع الله عذر هؤلاء الذين يذهبون مذهب اللعب بما أدركوه بعقولهم، وما شاهدوه من آياته " وغرتهم الحياة الدنيا ". ثم امر نبيه صلى الله عليه وآله ان يذكر به، يعني القرآن. وقيل الحساب، لكي لا تبسل نفس بما كسبت أي تدفع إلى الهلكة على وجه الغفلة وتسلم لعملها غير قادرة على
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»
الفهرست