فتح المعين - حسن بن علي السقاف - الصفحة ١٤
أحدها: أن يثبت التصريح بها في آية أو حديث مقطوع به (5) ثانيها: ألا يدخلها احتمال المجاز أو التأويل (6).
ثالثها: ألا يكون من تصرف الراوي إذا جاءت في حديث (7) والمخالف في أصول الاعتقاد يقال له ضال. ومن تتبع كتب الألباني تأكد أنه يرمي مخالفيه في الفروع بالضلال، وحملته على الشيخ الأنصاري في مقدمة الطبعة الجديدة لآداب زفافه تثبت ذلك، وهو يرمي مخالفيه غالبا بأنهم أعداء السنة والتوحيد وهو رمي خطير همجي، فتراه يصف الشيخ شعيب الأرناؤوط وغيره مثلا بأنه من أهل الأهواء، ويرمي المحدث الأعظمي بأنه عدو السنة والتوحيد فيما يزعم لأنه أعان الشيخ الأنصاري كما يزعم في بيان أدلة عدم تحريم الذهب على النساء، ومعلوم بالبداهة أن عدو السنة والتوحيد هو الكافر، لأن الإنسان إما أن يكون عدو السنة والتوحيد وإما أن لا يكون، فإن كان عدوا لهما كان كافرا بلا شك ولا ريب، ولا أظن أن الألباني يقول بمنزلة بين المنزلتين كواصل بن عطاء إمام المعتزلة، وأعود فأقول ومن أراد أن يطلع على نماذج مما ذكرناه عن الألباني فليطالع مقدمته الجديدة لآداب زفافه، ولدي شريط مسجل بصوت الألباني يقول فيه أن مخالفه ولو في مسألة في أبواب الطهارة ضال وهو يحتج بقوله تعالى (فماذا بعد الحق إلا الضلال) وأصغر طلاب العلم يعلم أن الآية نازلة في الكفار وأن المراد منها: فماذا بعد الإيمان إلا الكفر، أعاذنا الله تعالى والمؤمنين من ذلك.

(5) وقد قدمنا الكلام في إثبات ذلك فتأمله.
(6) تقدم في المقدمة أن السلف أولوا الساق في قوله تعالى: (يوم يكشف عن ساق) بالشدة، والأيدي في قوله تعالى: (والسماء بنيناها بأيد، بالقوة، والنسيان في قوله تعالى: (نسوا الله فنسيهم) بالترك وثبت ذلك بالأسانيد الصحيحة عن ابن عباس رضي الله عنهما وكبار أئمة التابعين ومن بعدهم كما في تفسير الحافظ ابن جرير الطبري السلفي.
ومثال ذلك في الحديث حديث النزول فقد أول بنزول الملك كما جاء في رواية صحيحة ستأتي إن شاء تعالى، اتضح بها أن نزول الله تعالى في الثلث الأخير نزولا مجازيا.
(7) كما جاء في حديث الجارية فإن بعض الرواة رووه بلفظ: (فقال لها: أين الله؟ قالت:
في السماء...) الحديث كما وقع في صحيح مسلم وغيره، وبعضهم رواه بلفظ: (فقال لها أين الله؟ فأشارت إلى السماء...) الحديث كما عند أحمد وغيره بأسانيد صحيحه.
أنظر مجمع الزوائد (1 / 24).
وبعضهم رواه بلفظ: (فقال لها: أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ قالت: نعم...) الحديث وهذا اللفظ الثالث هو المعتمد الموافق لما تواتر عنه (ص) كما سيأتي، فعلى الأقل إن لم يكن مرجحا لأحد الألفاظ لا يصح أن يجزم بواحدة من هذه الروايات فيها كلمة زائدة بأن تلك الكلمة صفة لله تعالى للشك فيها، بغض النظر على كونها من الآحاد أو من المقطوع به، أو من المعارض الموهم أو من المتشابه أو غير ذلك.
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 توطئة 3
2 تقديم 4
3 فتح المعين بنقد كتاب الأربعين 11
4 مقدمة 12
5 نقد باب إيجاب قبول صفة الله تعالى 16
6 نقد في باب الرد على من رأى كتمان أحاديث صفات الله تعالى 19
7 نقد باب أن الله تبارك وتقدس وتعالى شيء 23
8 نقد باب أن الله عز وجل شخص 24
9 تنبيه 25
10 نقد باب إثبات النفس لله عز وجل 26
11 نقد باب الدليل على أنه تعالى في السماء 27
12 نقد باب وضع الله عز وجل قدمه على الكرسي 29
13 نقد باب إثبات الحد لله عز وجل 31
14 نقد باب في إثبات الجهات لله عز وجل 32
15 نقد باب إثبات الصورة له عز وجل 34
16 نقد باب إثبات العينين له تعالى وتقدس 36
17 نقد باب إثبات اليدين لله عز وجل 38
18 نقد باب خلق الله الفردوس بيده 39
19 نقد باب إثبات الخط لله عز وجل 41
20 نقد باب أخذ الله صدقة المؤمن بيده 42
21 نقد باب إثبات الأصابع لله عز وجل 43
22 نقد باب إثبات الضحك لله عز وجل 46
23 نقد باب إثبات القدم لله عز وجل 48
24 نقد باب الدليل على أن القدم هو الرجل 51
25 نقد باب إثبات الهرولة لله عز وجل 53
26 نقد باب إثبات نزوله إلى السماء الدنيا 54
27 نقد باب إثبات رؤيتهم إياه عز وجل في الجنة 57
28 خاتمة فيها مسائل 58
29 بيني وبين الشيخ بكر 67