شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٢٤٨
ومن الشعر القديم المختلف في قائله:
قصر الجديد إلى بلى * والوصل في الدنيا انقطاعه أي اجتماع لم يعد * بتفرق منها اجتماعه أم أي شعب ذي التئام لم يبدده انصداعه أم أي منتفع بشئ * ثم تم له انتفاعه يا بؤس للدهر الذي * ما زال مختلفا طباعه قد قيل في مثل خلا: * " يكفيك من شر سماعه " قيل لصوفي: كيف ترى الدنيا؟ قال: وما الدنيا؟ لا أعرف لها وجودا، قيل له:
فأين قلبك: قال عند ربى، قيل: فأين ربك؟ قال: وأين ليس هو!
قال ابن عائشة كان يقال: مجالسة أهل الديانة تجلو عن القلوب صدأ الذنوب، ومجالسة ذوي المروءات تدل على مكارم الأخلاق، ومجالسة العلماء تزكى النفوس.
ومن كلام بعض الحكماء الفصحاء: كن لنفسك نصيحا، واستقبل توبة نصوحا، وأزهد في دار سمها ناقع، وطائرها واقع، وارغب في دار طالبها منجح، وصاحبها مفلح، ومتى حققت وآثرت الصدق، بان لك أنهما لا يجتمعان، وأنهما كالضدين لا يصطلحان فجرد همك في تحصيل الباقية، فإن الأخرى أنت فان عنها وهي فانية عنك: وقد عرفت آثارها في أصحابها ورفقائها، وصنعها بطلابها وعشقائها معرفة عيان، فأي حجة تبقى لك، وأي حجة لا تثبت عليك!
ومن كلام هذا الحكيم: فإنا قد أصبحنا في دار رابحها خاسر، ونائلها قاصر، وعزيزها ذليل، وصحيحها عليل، والداخل إليها مخرج، والمطمئن فيها مزعج، والذائق من شرابها سكران، والواثق بسرابها ظمآن، ظاهرها غرور، وباطنها شرور، وطالبها
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303