شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ١٢٨
فكلاهما قد كان مختشعا * لله ذا تقوى وذا بر في مخبتين ولم أسمهم * كانوا ندى وهم أولو نصرى وهم مساعر في الوغى رجح * وخيار من يمشى على العفر (1) حتى وفوا لله حيث لقوا * بعهود لا كذب ولا غدر فتخالسوا مهجات أنفسهم * وعداتهم بقواضب بتر وأسنة أثبتن في لدن * خطية بأكفهم زهر تحت العجاج وفوقهم خرق * يخفقن من سود ومن حمر فتوقدت نيران حربهم * ما بين أعلى البيت والحجر وتصرعت عنهم فوارسهم * لم يغمضوا عينا على وتر صرعى فخاوية بيوتهم * وخوامع بجسومهم تفرى (2) قال أبو الفرج: وأقام ابن عطية بحضرموت بعد ظفره بالخوارج حتى أتاه كتاب مروان، يأمره بالتعجيل إلى مكة، فيحج بالناس، فشخص إلى مكة متعجلا مخفا في تسعة عشرة فارسا، وندم مروان على ما كتبه، وقال: قتلت ابن عطية، وسوف يخرج متعجلا مخفا من اليمن، ليلحق الحج فيقتله الخوارج، فكان كما قال، صادفه في طريقه جماعة متلففة، فمن كان منهم إباضيا قال: ما تنتظر أن ندرك ثأر إخواننا، ومن لم يكن منهم إباضيا ظن أنه أباضي منهزم من ابن عطية، فصمد له سعيد وجمانة ابنا الأخنس

(1) مساعر: جمع مسعر، وهو الشجاع موقد الحرب، كأنه آلة في إيقادها. والعفر: التراب.
(2) الخوامع: الضباع.
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 58 - من كلام عليه السلام لما عزم على حرب الخوارج وقيل له إن القوم قد عبروا جسر النهروان 3
2 بدء ظهور الغلاة 5
3 طرق الإخبار بالمغيبات 9
4 59 - من كلامه لما قتل الخوارج فقيل له يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم 14
5 الكناية والرموز والتعريض وذكر مثل منها 15
6 الفرق بين الكناية والتعريض 59
7 مقتل الوليد بن طريف الخارجي ورثاء أخته له 73
8 خروج ابن عمرو الخثعمي وأمره مع محمد بن يوسف الطائي 74
9 ذكر جماعة ممن كان يرى رأي الخوارج 76
10 60 - من كلام له عليه السلام في الخوارج 78
11 عود إلى أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 80
12 مرداس بن حدير 82
13 عمران بن حطان 91
14 المستورد السعدي 97
15 حوثرة الأسدي 98
16 أبو الوازع الراسبي 102
17 عمران بن الحارث الراسبي 103
18 عبد الله بن يحيى والمختار بن عوف 106
19 خطب أبي حمزة الشاري 114
20 أخبار متفرقة عن أحوال معاوية 129
21 61 - من كلام له لما خوف الغيلة 132
22 اختلاف الناس في الآجال 133
23 62 - من كلام له في وصف الدنيا 140
24 63 - من كلام له في الحض على الزهد والاستعداد لما بعد الموت 145
25 عظة للحسن البصري 147
26 من خطب عمر بن عبد العزيز 150
27 من خطب ابن نباتة 151
28 64 من خطبة له في تنزيه الله سبحانه وتقديسه 153
29 اختلاف الأقوال في خلق العالم 157
30 65 - من كلام له كان يقوله لأصحابه في بعض أيام صفين 168
31 من أخبار يوم صفين 175