شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ١٢٤
قال: وقد كان اتبعه على رأيه قوم من أهل المدينة وبايعوه، منهم بشكست النحوي، فلما جاءهم قتله وثب الناس على أصحابه فقتلوهم، وكان ممن قتلوه بشكست (1) النحوي، طلبوه فرقى في درجة دار، فلحقوه فأنزلوه، وقتلوه وهو يصيح: يا عباد الله، فيم تقتلونني!
فقيل فيه:
لقد كان بشكست عبد العزيز * من أهل القراءة والمسجد فبعدا لبشكست عبد العزيز * وأما القرآن فلا تبعد قال أبو الفرج: وحدثني بعض أصحابنا أنه رأى رجلا واقفا على سطح يرمى بالحجارة قوم أبى حمزة بمكة، فقيل له: كيف تدرى (2) لمن ترمى مع اختلاط الناس؟ فقال: والله ما أبالي من رميت، إنما يقع حجري في شام أو شار، والله ما أبالي أيهما قتلت.
قال أبو الفرج: وخرج ابن عطية إلى الطائف، وأتى قتل أبى حمزة إلى عبد الله بن يحيى طالب الحق، وهو بصنعاء، فأقبل في أصحابه يريد حرب ابن عطية، فشخص ابن عطية إليه، والتقوا، فقتل بين الفريقين جمع كثير، وترجل عبد الله بن يحيى في ألف رجل، فقاتلوا حتى قتلوا كلهم، وقتل عبد الله بن يحيى، وبعث ابن عطية رأسه إلى مروان بن محمد، وقال أبو صخر الهذلي، يذكر ذلك:
قتلنا عبيدا والذي يكتني الكنى * أبا حمزة القاري المصلى اليمانيا (3) وأبرهة الكندي خاضت رماحنا * وبلجا منحناه السيوف المواضيا

(1) هو عبد العزيز القارئ الملقب بشكست المدني النحوي الشاعر، أخذ عن أهل المدينة، وكان يذهب مذهب الشراة، ويكتم ذلك، فلما ظهر أبو حمزة خرج معه. إنباه الرواة 2: 183.
(2) الأغاني: (ويلك)!
(3) أوردها صاحب الأغاني، ومنها أبيات في معجم الشعراء للمرزياني 229
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 58 - من كلام عليه السلام لما عزم على حرب الخوارج وقيل له إن القوم قد عبروا جسر النهروان 3
2 بدء ظهور الغلاة 5
3 طرق الإخبار بالمغيبات 9
4 59 - من كلامه لما قتل الخوارج فقيل له يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم 14
5 الكناية والرموز والتعريض وذكر مثل منها 15
6 الفرق بين الكناية والتعريض 59
7 مقتل الوليد بن طريف الخارجي ورثاء أخته له 73
8 خروج ابن عمرو الخثعمي وأمره مع محمد بن يوسف الطائي 74
9 ذكر جماعة ممن كان يرى رأي الخوارج 76
10 60 - من كلام له عليه السلام في الخوارج 78
11 عود إلى أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 80
12 مرداس بن حدير 82
13 عمران بن حطان 91
14 المستورد السعدي 97
15 حوثرة الأسدي 98
16 أبو الوازع الراسبي 102
17 عمران بن الحارث الراسبي 103
18 عبد الله بن يحيى والمختار بن عوف 106
19 خطب أبي حمزة الشاري 114
20 أخبار متفرقة عن أحوال معاوية 129
21 61 - من كلام له لما خوف الغيلة 132
22 اختلاف الناس في الآجال 133
23 62 - من كلام له في وصف الدنيا 140
24 63 - من كلام له في الحض على الزهد والاستعداد لما بعد الموت 145
25 عظة للحسن البصري 147
26 من خطب عمر بن عبد العزيز 150
27 من خطب ابن نباتة 151
28 64 من خطبة له في تنزيه الله سبحانه وتقديسه 153
29 اختلاف الأقوال في خلق العالم 157
30 65 - من كلام له كان يقوله لأصحابه في بعض أيام صفين 168
31 من أخبار يوم صفين 175