وقال فيمن أنعم عليهم بالشهادة (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله) فقطع عليهم بأنهم أحياء وهم ذا يرون في دار الدنيا متلطخين في الدماء قد صاروا جيفة تأكلهم سباع الطيور والوحوش وفي ذلك دلالة على جواز خلق الله تعالى عليهم أحوالا يستمتعون فيها وإن كنا لا نقف عليها.
76 - أخبرنا أبو بكر بن الحسن القاضي ثنا حاجب بن أحمد ثنا محمد بن حماد ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن ميسرة عن مسروق قال: سألنا عبد الله يعني ابن مسعود عن هذه الآية:
(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) قال: أما إنا قد سألنا عن ذلك فقال: أرواحهم كطير خضر تسرح في الجنة في أيها شاءت ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش قال: فبينما هم كذلك إذ اطلع عليهم ربك إطلاعة فقال: سلوني ما شئتم فقالوا: يا ربنا ما نسألك ونحن نسرح في الجنة في أيها شئنا، فلما رأوا أنهم لا يتركون من أن يسألوا قالوا: نسألك أن ترد أرواحنا إلى أجسادنا في الدنيا تقتل في سبيلك، قال: فلما رأى أنهم لا يسألون إلا هذا تركوا.
77 - وأخبرنا أبو الحسن علي بن أبي علي المهرجاني أنا الحسن بن محمد بن إسحاق نا يوسف بن يعقوب ثنا أبو موسى فذكر معناه. رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى، وغيره عن أبي معاوية. وهكذا قاله جرير بن عبد الحميد وعيسى ابن يونس وجماعة عن الأعمش كطير خضر، وقال بعضهم: في جوف طير خضر.