إثبات عذاب القبر - البيهقي - الصفحة ١٢٨
باب تأويل قول الله عز وجل (ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا) الآية.
ذكر الأستاذ أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب المفسر رحمه الله في تفسيره عن ابن عباس أنه قال: إنما يقولون هذا لأن الله رفع عنهم العذاب فيما بين النفختين، فنسوا عذابهم وظنوا أنهم كانوا نياما، فإذا خرجوا من قبورهم قالوا: يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا أي من منامنا، قالت لهم الملائكة: هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون.
وعن قتادة قال: خفف عنهم العذاب أربعين سنة.
217 - أخبرنا الأستاذ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الإمام رحمه الله ابنا عبد الخالق بن الحسن السقطي، ثنا عبد الله بن ثابت، أخبرني أبي، عن الهذيل عن مقاتل بن سليمان عن من روى تفسيره عنه من التابعين في قوله: يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا، وذلك أن أرواح الكفار كانوا يعرضون على منازلهم من النار طرفي النهار، فلما كان بين النفختين رفع عنهم العذاب، فرقدت تلك الأرواح بين النفختين. فلما بعثوا في النفخة الأخرى وعاينوا في يوم القيامة ما كانوا يكذبون به في الدنيا من البعث والحساب، دعوا بالويل فقالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا، وفي قراءة ابن مسعود من ميتتنا، قالت لهم حفظتهم من الملائكة: هذا ما وعد الرحمن على ألسنة الرسل، أنه يبعثكم بعد الموت، فكذبتم به، وصدق المرسلون بأن البعث حق.
وقال في قوله: ونفخ في الصور، وهو القرن، فصعق يعني مات، من في السماوات ومن في الأرض من الحيوان من شدة الصوت والفزع، ثم استثنى إلا من شاء الله فاستثنى جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت، ثم يأمر ملك الموت أن يقبض روح ميكائيل ثم روح جبريل ثم روح إسرافيل، ثم يأمر ملك الموت فيموت، ثم يلبث الخلق بعد النفخة الأولى في البرزخ أربعين سنة، ثم تكون النفخة الأخرى فيحيى الله إسرافيل فيأمره أن ينفخ الثانية، فذلك قوله: (ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون) على أرجلهم ينظرون إلى البعث الذي كذبوا به في الدنيا،.
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 5
2 عملي في المخطوط 6
3 بحث في عذاب القبر 8
4 ترجمة البيهقي 13
5 لمحة عن المخطوط 17
6 أبواب الكتاب 19
7 أسماء من روى عنهم من الصحابة 21
8 باب ما جاء في القرآن والسنة من بشارة المؤمنين عند سؤال الملكين 27
9 باب ما في آية (ويضل الله الظالمين) من الوعيد للكفار بعذاب القبر 31
10 باب أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن المؤمن والكافر جميعا يسألان ثم يثبت المؤمن ويعذب الكافر 33
11 باب نزول الملائكة عند الموت ببشرى المؤمن ووعيد الكافر 44
12 باب الإسراع بالجنازة 48
13 باب قول الجنازة قدموني 49
14 باب الدليل على إعادة الروح في الجسد فيثاب المؤمن ويعاقب الكافر 50
15 باب عرض مقعد الميت عليه 54
16 باب عذاب المنافقين في القبر قبل النار 56
17 باب عذاب من أعرض عن ذكر الله في القبر قبل النار 59
18 باب جواز الحياة في جزء منفرد وأن البنية ليست من شرط الحياة 64
19 باب الدليل على أن الله يخلق على الميت أحوالا لا نشاهدها ولا ندركها يتنعم فيها قوم ويتألم آخرون 66
20 باب تخويف أهل الإيمان بعذاب القبر 80
21 باب عذاب القبر في النميمة والبول 86
22 باب عذاب القبر في النياحة على الميت 91
23 باب عذاب القبر في الغلول 92
24 باب عذاب القبر في الدين 93
25 باب ما جاء في طاعة الله تعالى من الأمن من عذاب القبر 95
26 باب ما يرجى في الرباط من الأمان من فتنة القبر 96
27 باب ما يرجى في الشهادة من الأمان من فتنة القبر 97
28 باب ما يرجى في قراءة سورة الملك من المنع 99
29 باب ما يرجى في المبطون من الأمان 101
30 باب ما يرجى في الموت ليلة الجمعة من الأمان 103
31 باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الجنازة 105
32 باب ما يرجى في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على الجنائز من النور في القبور 106
33 باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على المشركين بعذاب القبر 107
34 باب استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم من عذاب القبر وأمره بها 110
35 باب الدعاء للمؤمن بالتثبيت بعد الفراغ من الدفن 124
36 باب تمنى من غفر له أن يعلم قومه بما أكرمه الله به 125
37 باب تأويل قوله تعالى (ونفخ في الصور... الآية) 128
38 باب ما حضرني من أقاويل السلف رضوان الله عليهم في عذاب القبر 131