الديباج على مسلم - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١١
تملآن أو تملأ بالتأنيث فيهما وضمير الثاني للجملة من الكلام وجوز صاحب التحرير التذكير فيهما على إرادة النوعين من الكلام أو الذكرين في الأول والذكر في الثاني ومعناه لو قدر ثوابها جسما لملأ ما بين السماوات والأرض والصلاة نور لأنها تمنع عن المعاصي وتنهى عن الفحشاء والمنكر وتهدي إلى الصواب كما أن النور يستضاء به وقيل يكون أجرها نورا لصاحبها وقيل لأنها سبب لإشراق نور المعارف وانشراح القلب ومكاشفات الحقائق لفراغ القلب منها واقباله ا الله وقيل إنها تكون نورا ظاهرا على وجهه يوم القيامة وفي الدنيا أيضا بالبهاء والصدقة برهان (ق 66 / 2) أي حجة على إيمان فاعلها فإن المنافق يمتنع منها لكونه لا يعتقدها والصبر ضياء أي لا يزال صاحبه مستضيئا مستهديا مستمرا على فعل الصواب والقرآن حجة لك أو عليك أي تنتفع به إن تلوته وعملت به وإلا فهو عليك حجة كل الناس يغدو إلى آخره كل إنسان يسعى بنفسه فمنهم من يبيعها لله بطاعته فيعتقها من العذاب ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعهما فيوبقها أي يهلكها
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 7 10 11 12 14 15 16 17 ... » »»