عمدة القاري - العيني - ج ١٣ - الصفحة ٢٣١
وفي رواية مسلم: إني لا أعرف من رسول الله، صلى الله عليه وسلم اللطف الذي أري منه. قولها: (حين أمرض)، على صيغة المجهول من التمريض، وهو القيام على المريض في مرضه. قولها: (تيكم) بكسر التاء المثناة من فوق وسكون الياء آخر الحروف، وهو إشارة إلى المؤنث نحو: ذاكم إلى المذكر. قولها: (حتى نقهت) بفتح القاف، ذكره ثعلب، وبالكسر ذكره الجوهري، هو من: نقه فهو ناقة، وهو الذي برئ من المرض، وهو قريب عهد به لم يتراجع إليه كمال صحته. وقال النووي: يقال: نقه ينقه نقوها فهو ناقة، ككلح يكلح كلوحا فهو كالح، ونقه ينقه كفرح يفرح فرحا، وجمع الناقة: نقه، بضم النون وتشديد القاف، وأنقهه الله. قولها: (قبل المناصع)، بكسر القاف أي: جهة المناصع بفتح الميم، وهي مواضع خارج المدينة كانوا يتبرزون فيها، الواحد منصع، وقال الأزهري: أراه موضعا بعينه خارج المدينة، وهو في الحديث: (صعيد أفيح خارج المدينة) وقال ابن السكيت: المناصع في اللغة المجالس. قولها: (متبرزنا)، بفتح الراء المشددة وبالزاي، وهو الموضع الذي يتبرزون فيه أي: يقضون فيه حاجتهم، والبراز اسم ذلك الموضع أيضا. قولها: (الكنف)، بضم الكاف والنون، جمع: كنيف، قال أهل اللغة: الكنيف الساتر مطلقا، وسمي به موضع الغائط لأنهم يستترون به. قولها: (وأمرنا أمر العرب الأول)، يعني في التبرز خارج المدينة. وقال النووي: ضبط الأول بوجهين: أحدهما: ضم الهمزة وتخفيف الواو، والآخر: بفتح الهمزة وتشديد الواو، وكلاهما صحيح. قولها: (أو في التنزه)، شك من الراوي في طلب النزاهة بالخروج إلى الصحراء وفي رواية مسلم: (وأمرنا أمر العرب الأول في التنزه)، وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا. قولها: (وأم مسطح بنت أبي رهم)، وفي رواية مسلم: (فانطلقت أنا وأم مسطح)، وهي ابنة أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف، وأما ابنة صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق، وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب. انتهى. و: مسطح، بكسر الميم وسكون السين المهملة وفتح الطاء المهملة، واسم أمه: سلمى بنت أبي رهم، وذكر أبو نعيم فيما نقل من خطه: أن اسمها رائطة بنت صخر أخت أم الصديق، وأبو رهم، بضم الراء وسكون الهاء، وهي زوجة أثاثة، بضم الهمزة وتخفيف الثاء المثلثة الأولى، وكانت من أشد الناس على ابنها مسطح، وقال النووي: ومسطح لقب، واسمه: عامر، وقيل: عوف، وكنيته: أبو عباد، وقيل: أبو عبد الله، توفي سنة سبع وثلاثين، وقيل: أربع وثلاثين، وقال الواقدي: شهد مع علي، رضي الله تعالى عنه، صفين ومات في سنة سبع وثلاثين عن ست وخمسين سنة. قلت: مسطح، اسم عود من أعواد الخباء، وقال الجوهري: أثاثة، بضم الهمزة: اسم رجل، وقال أبو زيد: الأثاث: المال أجمع الإبل والغنم والعبيد والمتاع، الواحدة: أثاثة، يعني بفتح الهمزة. وقال الفراء: الأثاث: متاع البيت، ولا واحد له. قولها: (نمشي)، حال أي: ماشين. قولها: (فعثرت في مرطها)، وفي رواية مسلم: فعثرت أم مسطح في مرطها، عثرت، بفتح الثاء المثلثة أي: زلقت، و: المرط، بكسر الميم: كساء من صوف، قاله الداودي، وقال ابن فارس: ملحفة يؤتزر بها، وقال الهروي: المروط الأكسية، وضبطه ابن التين: المرط، بفتح الميم. قولها: (فقالت: تعس مسطح)، بكسر العين وفتحها، لغتان مشهورتان، ومعناه: عثر، وقيل: هلك، وقيل: لزمه الشر، وقيل: بعد، وقيل: سقط لوجهه، وقيل: التعس أن لا ينتعش من عثرته، وقيل: تعس تعسا وأتعسه الله، وقال ابن التبين: المحدثون يقرؤونه بكسر العين، وهو عند أهل اللغة بفتحها، وقيل: معناه انكب أي: أكبه الله. قولها: (فقالت: يا هنتاه)، وفي رواية: أي: هنتاه، وكذا في رواية البخاري في المغازي: وهنتاه، بفتح الهاء وسكون النون وفتحها والسكون أشهر، وبضم الهاء الأخيرة، وتسكن ونونها مخففة. وقال القرطبي: عن بعضهم تشديد النون، وأنكره الأزهري، قالوا: وهذه اللفظة تختص بالنداء، ومعناها: يا هذه، وقيل: يا امرأة، وقيل: يا بلها، كأنها نسبت إلى قلة المعرفة بمكائد الناس وشرورهم، وقد تقدم في الحج في: باب من قدم ضعفة أهله بالليل، ويقال في التثنية: هنتان، وفي الجمع: هنات وهنوات، وفي المذكر: هن وهنان وهنون، ولك أن تلحقها الهاء لبيان الحركة فتقول: ياهنه، وأن تشبع الحركة فتصير ألفا فتقول: يا هناه، ولك ضم الهاء فتقول: يا هناه، أقبل. قولها: (ألم تسمعي؟)، وفي المغازي.. ولم تسمعي؟ وفي رواية مسلم: أو لم تسمعي؟ قولها: (إئذن لي إلى أبوي) أي: إئذن لي أن آتي أبوي، وفي رواية مسلم، رضي الله تعالى عنه: أتأذن لي أن آتي أبوي؟ قولها: (من قبلهما)، بكسر القاف أي: من جهتهما. قولها: (لقلما كانت امرأة قط وضئية)، اللام في: لقلما للتأكيد. و: قل، فعل ماض دخلت عليه كلمة: ما، لتأكيد معنى القلة، وتارة تستعمل هذه الكلمة في نفي
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»