بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ١١٣
بيان: قوله تعالى: " وآلهتك " قيل: كان فرعون يستعبد الناس ويعبد الأصنام بنفسه وكان الناس يعبدونها تقربا إليه، وقيل: كان يعبد ما يستحسن من البقر، وروي أنه كان يأمرهم أيضا بعبادة البقر، ولذلك أخرج السامري لهم عجلا، وقيل: كانت لهم أصنام يعبدها قومه تقربا إليه، وقرئ " وإلهتك " على فعالة، روي عن علي عليه السلام وابن عباس وابن مسعود وأنس وعلقمة وغيرهم، فالآلهة بمعنى الربوبية أو العبادة.
قوله تعالى: " فأرسلنا عليهم الطوفان " اختلف فيه فقيل: هو الماء الخارج عن العادة، وقيل: هو الموت الذريع، (1) وقيل: هو الطاعون بلغة اليمن، أرسل الله ذلك على أبكار آل فرعون في ليلة فلم يبق منهن إنسان ولا دابة، وقيل: هو الجدري وهم أول من عذبوا به فبقي في الأرض، وقيل: هو أمر من أمر الله طاف بهم.
واختلف في القمل أيضا فقيل: هو صغار الجراد التي لا أجنحة لها، وقيل: صغار الذر، وقيل: شئ يشبه الحلم (2) لا يأكل أكل الجراد خبيث الرائحة، وقيل: دواب سود صغار كالقردان، وقيل: هو السوس الذي يخرج من الحنطة، وقيل: قمل الناس.
وأما الرجز فقيل: هو العذاب، وهو ما نزل بهم من الطوفان وغيره، وقيل: هو الطاعون مات به من القبط سبعون ألف إنسان.
وقال الطبرسي رحمه الله: روي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه أصابهم ثلج أحمر، ولم يره قبل ذلك، فماتوا فيه وجزعو وأصابهم ما لم يعهدوه قبله. (3) 16 - قصص الأنبياء: في تسع آيات موسى: لما اجتمع رأي فرعون أن يكيد موسى فأول ما كاده به عمل الصرح، فأمر هامان ببنائه حتى اجتمع فيه خمسون ألف بناء سوى من يطبخ الآجر، وينجر الخشب والأبواب ويضرب المسامير حتى رفع بنيانا لم يكن مثله منذ خلق الله الدنيا، وكان أساسه على جبل فزلزله الله تعالى فانهدم على عماله وأهله وكل من كان عمل فيه من القهارمة والعمال، فقال فرعون لموسى عليه السلام: إنك تزعم

(1) موت ذريع: أي فاش أو سريع.
(2) جمع الحلمة: دودة تقع في الجلد فتأكله.
(3) مجمع البيان 4: 469. م
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435