بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ١١٧
لك، فخرج موسى ببني إسرائيل وأتبعهم فرعون حتى إذا كاد أن يلحقهم ونظروا إليه قد أظلهم، قال موسى للبحر: انفرج لي، قال: ما كنت لافعل، وقال بنو إسرائيل لموسى عليه السلام:
غررتنا وأهلكتنا، فليتك تركتنا يستعبدنا آل فرعون، ولم نخرج الآن نقتل قتلة، قال: " كلا إن معي ربي سيهدين " واشتد على موسى ما كان يصنع به عامة قومه وقالوا: يا موسى إنا لمدركون، زعمت أن البحر ينفرج لنا حتى نمضي ونذهب وقد رهقنا (1) فرعون وقومه، هم هؤلاء نراهم قد دنوا منا، فدعا موسى ربه فأوحى الله إليه:
" أن اضرب بعصاك البحر " فضربه فانفلق البحر، فمضى موسى وأصحابه حتى قطعوا البحر و أدركهم آل فرعون، فلما نزلوا إلى البحر قالوا لفرعون: ما تعجب مما ترى؟ قال أنا فعلت، (2) فمروا وامضوا فيه، (3) فلما توسط فرعون ومن معه أمر الله البحر فأطبق عليهم فغرقهم أجمعين، فلما أدرك فرعون الغرق قال: " آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين " يقول الله عز وجل: " الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين " يقول:
كنت من العاصين " فاليوم ننجيك ببدنك " قال: إن قوم فرعون ذهبوا أجمعين في البحر فلم ير منهم أحد، هووا في البحر إلى النار، (4) وأما فرعون فنبذه الله وحده فألقاه بالساحل لينظروا إليه وليعرفوه ليكون لمن خلفه آية، ولئلا يشك أحد في هلاكه، وإنهم كانوا اتخذوه ربا، فأراهم الله إياه جيفة ملقاة بالساحل ليكون لمن خلفه عبرة وعظة، يقول الله:
" وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون ".
وقال علي بن إبراهيم: وقال الصادق عليه السلام: ما أتى جبرئيل رسول الله إلا كئيبا حزينا، ولم يزل كذلك منذ أهلك الله فرعون، فلما أمر الله بنزول هذه الآية: (5) " الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين " نزل عليه وهو ضاحك مستبشر، فقال له رسول الله:
ما أتيتني يا جبرئيل إلا وتبينت الحزن في وجهك حتى الساعة، قال: نعم يا محمد لما غرق

(1) أي لحقنا ودنا منا.
(2) في نسخة: إنما أنا فعلت هذا.
(3) في نسخة: فمضوا فيه.
(4) في المصدر: فلم ير أحد في البحر، هووا إلى النار. م (5) في نسخة: فلما أمره بنزول هذه الآية.
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435