بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ١٢٢
آمنا برب العالمين * رب موسى وهارون " فغضب فرعون عند ذلك غضبا شديدا وقال:
" آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم " يعني موسى " الذي علمكم السحر فسوف تعلمون * لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين " فقالوا له كما حكى الله عز وجل: " لا ضير إنا إلى ربنا لمنقلبون * إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين ".
فحبس فرعون من آمن بموسى في السجن حتى أنزل الله عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم فأطلق عنهم، فأوحى الله إلى موسى: " أن أسر بعبادي إنكم متبعون " فخرج موسى ببني إسرائيل ليقطع بهم البحر، وجمع فرعون أصحابه وبعث في المدائن حاشرين، وحشر الناس وقدم مقدمته في ستمائة ألف، وركب هو في ألف ألف، وخرج كما حكى الله عز وجل: " فأخرجناهم من جنات وعيون * وكنوز ومقام كريم * كذلك وأورثناها بني إسرائيل * فأتبعوهم مشرقين " فلما قرب موسى من البحر وقرب فرعون من موسى قال أصحاب موسى: " إنا لمدركون " فقال موسى: " كلا إن معي ربي سيهدين " أي سينجين، فدنا موسى عليه السلام من البحر فقال له: انفرق، فقال له البحر:
استكبرت يا موسى أن أنفرق لك (1) ولم أعص الله طرفة عين وقد كان فيكم المعاصي؟!
فقال له موسى: فاحذر أن تعصي، وقد علمت أن آدم اخرج من الجنة بمعصية وإنما لعن إبليس بمعصية، فقال البحر: عظيم ربي (2) مطاع أمره، ولا ينبغي لشئ أن يعصيه.
فقام يوشع بن نون فقال لموسى: يا رسول الله ما أمرك ربك؟ فقال: بعبور البحر، فأقحم يوشع فرسه الماء (3) وأوحى الله إلى موسى: " أن اضرب بعصاك البحر " فضربه " فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم " أي كالجبل العظيم، فضرب له في البحر اثنا عشر

(1) في المصدر وفى نسخة: استكبرت يا موسى أن تقول لي انفرق لك. وفى طبعة أخرى من المصدر: فقال له: انفلق، فقال البحر له: استكبرت يا موسى أن انفلق لك.
(2) في المصدر: ربى عظيم.
(3) في المصدر: في الماء. م
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435