بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ١٧٠
يسمن أحدا، وقيل الضريع سم، وقيل: هو بمعنى مضرع أي يضرعهم ويذلهم، وقيل:
هو الحجارة " ووجوه يومئذ ناعمة " أي منعمة في أنواع اللذات، ظاهر عليها أثر النعمة والسرور، مضيئة مشرقة " لسعيها " في الدنيا " راضية " حين أعطيت الجنة بعملها، و المعنى: لثواب سعيها " في جنة عالية " أي مرتفعة القصور والدرجات، وقيل: إن علو الجنة على وجهين: علو الشرف والجلالة، وعلو المكان والمنزلة " لا تسمع فيها لاغية " أي كلمة ساقطة لا فائدة فيها، وقيل: أي ذات لغو " فيها عين جارية " قيل: إنه اسم جنس ولكل إنسان في قصره عين جارية من كل شراب يشتهيه، وفي العيون الجارية من الحسن واللذة مالا يكون في الواقفة، ولذلك وصف بها عيون أهل الجنة، وقيل:
إن عيون الجنة تجري في غير أخدود، وتجري كما يريد صاحبها " فيها سرر مرفوعة " قال ابن عباس: ألواحها من ذهب مكللة بالزبرجد والدر والياقوت مرتفعة ما لم يجئ أهلها، فإذا أراد أن يجلس عليها تواضعت له حتى يجلس عليها، ثم ترتفع إلى موضعها، وقيل: إنما رفعت ليرى المؤمنون بجلوسهم عليها جميع ما حولهم من الملك " وأكواب موضوعة " على حافات العيون الجارية، كلما أراد المؤمن شربها وجدها مملوءة، وهي الأباريق ليس لها خراطيم ولا عرى تتخذ للشراب، وقل هي أواني الشراب من الذهب والفضة والجواهر يتمتعون بالنظر إليها بين أيديهم، ويشربون بها ما يشتهونه من الأشربة ويتمتعون بالنظر إليها لحسنها (1) " ونمارق مصفوفة " أي وسائد يتصل بعضها ببعض على هيئة مجالس الملوك في الدنيا " وزرابي مبثوثة " وهي البسط الفاخرة والطنافس المخملة. والمبثوثة: المبسوطة المنثورة، ويجوز أن يكون المعنى أنها مفرقة في المجالس.
وعن عاصم بن ضمرة، عن علي عليه السلام أنه ذكر أهل الجنة فقال: يجيئون فيدخلون، فإذا أساس بيوتهم من جندل اللؤلؤ " وسرر مرفوعة وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة " ولولا أن الله قدرها لهم لالتمعت أبصارهم بما يرون

(1) في المجمع المطبوع هكذا: وقيل: هي أواني الشراب من الذهب والفضة والجواهر بين أيديهم، ويشربون بها ما يشتهونه من الأشربة، ويتمتعون بالنظر إليها لحسنها.
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326