بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ١٦٦
وظاهره من قبله العذاب " أي من قبل ذلك الظاهر وهو النار، وقيل: " باطنه " أي باطن ذلك السور " فيه الرحمة " أي الجنة التي فيها المؤمنون " وظاهره " أي وخارج السور " من قبله " يأتيهم " العذاب " يعني أن المؤمنين يسبقونهم ويدخلون الجنة، والمنافقين يجعلون في النار والعذاب، وبينهم السور الذي ذكره الله " ينادونهم " أي ينادي المنافقون المؤمنين " ألم نكن معكم في الدنيا " نصوم ونصلي كما تصومون وتصلون ونعمل كما تعملون؟ " قالوا " أي المؤمنون: " بلى " كنتم معنا " ولكنكم فتنتم أنفسكم " أي استعملتموها في الكفر والنفاق، وقيل: تعرضتم للفتنة بالكفر والرجوع عن الاسلام، وقيل: معناه: أهلكتم أنفسكم بالنفاق " وتربصتم " بحمد صلى الله عليه وآله الموت وقلتم يوشك أن يموت فنستريح منه، وقيل: تربصتم بالمؤمنين الدوائر " وارتبتم " أي شككتم في الدين " وغرتكم الأماني " التي تمنيتموها بأن تعود الدائرة على المؤمنين " حتى جاء أمر الله " أي الموت، وقيل: إلقاؤهم في النار، وقيل: جاء أمر الله في نصرة دينه و نبيه وغلبته عليكم " وغركم بالله الغرور " يعني الشيطان غركم بحلم الله وإمهاله وقيل: الغرور: الدنيا " فاليوم لا يؤخذ منكم فدية " أيها المنافقون، أي بدل، بأن تفدوا أنفسكم من العذاب: " ولا من الذين كفروا " مظهرين له " مأويكم النار " أي مقركم " هي مولاكم (1) " أي أولى بكم لما أسلفتم من الذنوب، والمعنى أنها هي التي تلي عليكم لأنها قد ملكت أمركم فهي أولى لكم من كل شئ " وبئس المصير " أي بئس المأوى والمرجع الذي تصيرون إليه.
وفي قوله تعالى: " فيحلفون له " أي يقسمون لله " كما يحلفون لكم " في دار الدنيا بأنهم كانوا مؤمنين في الدنيا في اعتقادهم وظنهم، لأنهم كانوا يعتقدون أن ما هم عليه هو الحق " ويحسبون أنهم على شئ " أي ويحسب المنافقون في الدنيا أنهم مهتدون لان في الآخرة تزول الشكوك، وقال الحسن: في القيامة مواطن فموطن يعرفون فيه قبح الكذب ضرورة فيتركونه، وموطن يكونون فيه كالمدهوش فيتكلمون بكلام الصبيان

(1) قال الشريف الرضى: معنى مولاكم أي أملك بكم وأولى بأخذكم، وهذا بمعنى المولى من طريق الرق لا المولى من جهة العتق فكان النار - نعوذ بالله منها - تملكهم رقا ولا تحررهم عتقا.
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326