بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ١٦٨
وذكر الوجوه والمراد أصحاب الوجوه، وعلى الثاني المعنى: منتظرة لثواب ربها، روي ذلك عن علي عليه السلام، أو مؤملة لتجديد الكرامة كما يقال: عيني ممدودة إلى الله تعالى أو إلى فلان، أو أنهم قطعوا آمالهم وأطماعهم من كل شئ سوى الله تعالى، وعلى هذا فإن هذا الانتظار متى يكون؟ فقيل: إنه بعد الاستقرار في الجنة، وقيل: إنه قبل استقرار الخلق في الجنة والنار، فكل فريق ينتظر ما هو له أهل، وقد قيل في إضافة النظر إلى الوجوه: إن الغم والسرور إنما يظهران في الوجوه فبين الله سبحانه أن المؤمن إذا ورد القيامة تهلل وجهه، وأن الكافر العاصي يخاف مغبة (1) أعماله القبيحة فيكلح وجهه (2) وهو قوله: " ووجوه يومئذ باسرة " أي كالحة عابسة متغيرة " تظن أن يفعل بها فاقرة " أي تعلم وتستيقن أنه يعمل بها داهية تفقر ظهورهم أي تكسرها، وقيل: إنه على حقيقة الظن أي يظنون حصولها جملة ولا يعلمون تفصيلها.
وفي قوله سبحانه: " إنا نخاف من ربنا يوما ": أي عذاب يوم " عبوسا " أي مكفهرا تعبس فيه الوجوه، ووصف اليوم بالعبوس توسعا لما فيه من الشدة، قال ابن عباس: يعبس فيه الكافر حتى يسيل من بين عينيه عرق مثل القطران " قمطريرا " أي صعبا شديدا، وقيل: القمطرير: الذي يقلص الوجوه ويقبض الجباه وما بين الأعين من شدته " فوقاهم الله شر ذلك اليوم " أي كفاهم الله ومنع منهم أهوال يوم القيامة، " ولقيم نضرة وسرورا " أي استقبلهم بذلك.
وفي قوله تعالى: " بما يوعون " أي يجمعون في صدورهم ويضمرون في قلوبهم من التكذيب والشرك، وقيل: بما يجمعون من الأعمال الصالحة والسيئة.
قوله تعالى: " غير ممنون ": أي غير منقوص ولا مقطوع، وقيل: غير منغص ولا مكدر بالمن.
وفي قوله سبحانه: " هل أتيك حديث الغاشية ": أي قد أتاك حديث القيامة، لأنها تغشى الناس بأهوالها بغتة، وقيل: الغاشية، النار تغشى وجوه الكفار بالعذاب

(1) المغبة: عاقبة الشئ.
(2) كلح وجهه: عبس وتكشر.
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326