بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ١٥٩
سيئات ما كسبوا " أي جزاء أعمالهم " وحاق بهم " أي نزل بهم " ما كانوا به يستهزؤن " هو كل ما ينذرهم النبي صلى الله عليه وآله مما كانوا ينكرونه ويكذبون به.
وفي قوله تعالى: " أن تقول " أي خوف أن تقول، أو حذر من أن تقول " نفس يا حسرتي على فرطت في جنب الله " أي يا ندامتي على ما ضيعت من ثواب الله، وقيل:
قصرت في أمر الله، قال الفراء: الجنب: القرب أي في قرب الله وجواره، وقال الزجاج (1) أي فرطت في الطريق الذي هو طريق الله، فالجنب بمعنى الجانب.
وروي العياشي بالاسناد عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: نحن جنب الله " وإن كنت لمن الساخرين " أي وإني كنت لمن المستهزئين بالنبي صلى الله عليه وآله و القرآن وبالمؤمنين في الدنيا " أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين " أي فعلنا ذلك كراهة أن تقول: لو أراد الله هدايتي لكنت ممن يتقي معاصيه خوفا من عقابه، وقيل: إنهم لم ينظروا في الأدلة واشتغلوا بالأباطيل توهموا أن الله لم يهدهم فقالوا ذلك بالظن، ولهذا رد الله عليهم بقوله: " بلى قد جائتك آياتي " وقيل:
معناه: لو أن الله هداني إلى النجاة بأن يردني إلى حال التكليف لكنت ممن يتقي المعاصي " لو أن لي كرة " أي رجعة إلى الدنيا " ويوم القيمة ترى الذين كذبوا على الله " فزعموا أن له شريكا وولد " وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين " الذين تكبروا عن الايمان بالله، هذا استفهام تقرير أي فيها مثواهم ومقامهم.
وروى العياشي بإسناده عن خيثمة (2) قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:

(١) بفتح الزاي والجيم المشددة يقال لمن يعمل الزجاج، والرجل هو أبو إسحاق إبراهيم ابن السرى بن سهل الزجاج النحوي، صاحب كتاب معاني القرآن، كان من أهل العلم بالأدب والدين المتين، روى عن المبرد وثعلب، روى عنه علي بن عبد الله بن المغيرة الجوهري وغيره وكان يخرط الزجاج فنسب إليه ثم تعلم الأدب وترك ذلك، توفى ببغداد في جمادى الآخرة سنة 311 قاله ابن الأثير في اللباب " ج 1 ص 497 ".
(2) بتقديم الياء على الثاء المثلثة مصغرا.
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326