بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ١٥٦
استكبروا " الآية، أنكروا أنهم كانوا صادين لهم عن الايمان، وأثبتوا أنهم هم الذين صدوا أنفسهم حيث أعرضوا عن الهدى وآثروا التقليد عليه " وقال الذين استضعفوا " الآية إضراب عن إضرابهم أي لم يكن أجرامنا الصد بل مكركم لنا دائبا ليلا ونهارا حتى أغرتم علينا رأينا " وأسروا الندامة " أي وأضمر الفريقان الندامة على الضلال و الاضلال وأخفاها كل عن صاحبه مخافة التعيير، أو أظهروها فإنه من الأضداد، إذ الهمزة تصلح للاثبات والسلب كما في أشكيته.
وفي قوله عز وجل: " ويوم نحشرهم جميعا ": المستكبرين والمستضعفين " ثم نقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون " تقريعا للمشركين وتبكيتا لهم (1) وإقناطا لهم عما يتوقعون من شفاعتهم، وتخصيص الملائكة لأنهم أشرف شركائهم والصالحون للخطاب منهم، ولان عبادتهم مبدء الشرك وأصله، وقرأ حفص بالياء فيهما " قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم " أنت الذي نواليه من دونهم، لا موالاة بيننا وبينهم كأنهم بينوا بذلك برأتهم من الرضا بعبادتهم، ثم أضربوا عن ذلك ونفوا أنهم عبدوهم على الحقيقة بقولهم: " بل كانوا يعبدون الجن " أي الشياطين، حيث أطاعوهم في عبادة غير الله، وقيل: كانوا يتمثلون ويخيلون إليهم أنهم الملائكة فيعبدونهم " أكثرهم بهم مؤمنون " الضمير الأول للانس أو للمشركين والأكثر بمعنى الكل، والثاني للجن.
وفي قوله سبحانه: " ولو ترى إذ فزعوا ": عند الموت، أو البعث، أو يوم بدر، وجواب " لو " محذوف لرأيت أمرا فظيعا " فلا فوت " فلا يفوتون الله بهرب أو تحصن " واخذوا من مكان قريب " من ظهر الأرض إلى بطنها، أو من الموقف إلى النار، أو من صحراء بدر إلى القليب (2) " وقالوا آمنا به " بمحمد " وأنى لهم التناوش " ومن أين لهم أن يتناولوا الايمان تناولا سهلا؟ " من مكان بعيد " فإنه في حيز التكليف، وقد بعد عنهم، وهو تمثيل حالهم في الاستخلاص بالايمان بعد ما فات وبعد عنهم بحال من يريد أن يتناول الشئ من غلوة تناوله من ذراع " وقد كفروا به " بمحمد أو بالعذاب " من قبل " من قبل ذلك

(1) التقريع والتبكيت: التعنيف.
(2) القليب: البئر.
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326