بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ١٦٠
من حدث عنا بحديث فنحن مسائلوه عنه يوما، فإن صدق علينا فإنما يصدق على الله وعلى رسوله، وإن كذب علينا فإنما يكذب على الله وعلى رسوله، لأنا إذا حدثنا لا نقول: قال فلان، وقال فلان، إنما نقول: قال الله وقال رسوله، ثم تلا هذه الآية: " ويوم القيمة ترى الذين كذبوا على الله " الآية، ثم أشار خيثمة إلى اذنيه فقال: صمتا إن لم أكن سمعته.
وروى سورة بن كليب (1) قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الآية فقال: كل إمام انتحل إمامة ليست له من الله، قلت: وإن كان علويا؟ قال: وإن كان علويا، قلت: وإن كان فاطميا؟ قال: وإن كان فاطميا " وينجي الله الذين اتقوا " معاصيه خوفا من عقابه " بمفازتهم " أي بمنجاتهم من النار " لا يمسهم السوء " أي لا يصيبهم المكروه والشدة ولا هم يحزنون " على ما فاتهم من لذات الدنيا.
وفي قوله سبحانه: " وسيق الذين كفروا ": أي يساقون سوقا في عنف " إلى جهنم زمرا " أي فوجا بعد فوج " حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها " وهي سبعة أبواب " وقال لهم خزنتها " الموكلون بها على وجه التهجين والانكار: " ألم يأتكم رسل منكم " أي من أمثالكم من البشر " يتلون عليكم آيات ربكم " أي حججه وما يدلكم على معرفته ووجوب عبادته " وينذرونكم لقاء يومكم هذا " أي يخوفونكم من مشاهدة هذا اليوم وعذابه؟ " قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين " أي وجب العذاب على من كفر بالله لأنه أخبر بذلك وعلم من يكفر ويوافي بكفره فقطع على عقابه ولم يكن يقع شئ على خلاف ما علمه " قيل " أي فيقول عند ذلك خزنة جهنم:
" ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها " لا آخر لعقابكم " فبئس مثوى المتكبرين " عن الحق وقبوله جهنم " وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا " أي يساقون مكرمين زمرة بعد زمرة، وإنما ذكر السوق على وجه المقابلة " حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها

(1) بفتح السين فسكون الواو وفتح الراء، وكليب وزان زبير، هو سورة بن كليب بن معاوية الأسدي عده الشيخ في رجاله من أصحاب الإمامين الصادقين عليهما السلام، وأورده العلامة في القسم الأول من الخلاصة، وله رواية في الكشي يظهر منها حسن حاله وكونه ممن يصلح لان يسأل عنه زيد بن علي.
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326