بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣ - الصفحة ٨
- وأجلسني في قاع حوله حجارة - فقال لي: اجلس حتى أرجع إليك، قال: وانطلق في الحرة حتى لم أره وتوارى عني فأطال اللبث، ثم إني سمعته عليه السلام وهو مقبل وهو يقول: وإن زنى وإن سرق، قال: فلما جاء لم أصبر حتى قلت: يا نبي الله جعلني الله فداك من تكلمه في جانب الحرة؟ فإني ما سمعت أحدا يرد عليك شيئا، قال ذاك جبرئيل عرض لي في جانب الحرة فقال: بشر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله عز وجل شيئا دخل الجنة، قال قلت: يا جبرئيل وإن زنى وإن سرق، قال: نعم وإن شرب الخمر.
قال الصدوق رحمه الله: يعني بذلك أنه يوفق للتوبة حتى يدخل الجنة.
بيان: قال الجزري: فيه: المكثرون هم المقلون إلا من نفخ فيه يمينه وشماله، أي ضرب يديه فيه بالعطاء، النفخ: الضرب والرمي.
أقول: يظهر من الاخبار أن الاخلال بكل ما يجب الاعتقاد به وإنكاره يوجب الخروج عن الاسلام داخل في الشرك، والتوحيد الموجب لدخول الجنة مشروط بعدمه (1) فلا يلزم من ذلك دخول المخالفين الجنة، (2) وأما أصحاب الكبائر من الشيعة فلا استبعاد في عدم دخولهم النار وإن عذبوا في البرزخ وفي القيامة، مع أنه ليس في الخبر أنهم لا يدخلون النار، وقد ورد في بعض الأخبار أن ارتكاب بعض الكبائر وترك بعض الفرائض أيضا داخلان في الشرك، فلا ينبغي الاغترار بتلك الأخبار والاجتراء بها على المعاصي، و على ما عرفت لا حاجة إلى ما تكلفه الصدوق قدس سره.
18 - أمالي الطوسي: محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان، عن أبيه، عن محمد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن علي بن بلال، عن محمد بن بشير الدهان، عن محمد بن سماعة قال: سأل بعض أصحابنا الصادق عليه السلام فقال له: أخبرني أي الاعمال أفضل؟
قال: توحيدك لربك، قال: فما أعظم الذنوب؟ قال: تشبيهك لخالقك.
19 - التوحيد: أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الأنماطي، عن أحمد بن الحسن بن غزوان،

(1) وفي نسخة: والتوحيد مشروط بعدمه.
(2) سيأتي في أخبار البرزخ ما يدل على دخول المخالفين الجنة إذا لم يكونوا ناصبين كرواية زيد الكناسي عن الصادق عليه السلام وغيرها. ط
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 ثواب الموحدين والعارفين، وبيان وجوب المعرفة وعلته، وبيان ما هو حق معرفته تعالى، وفيه 39 حديثا. 1
3 باب 2 علة احتجاب الله عز وجل عن خلقه، وفيه حديثان 15
4 باب 3 إثبات الصانع والاستدلال بعجائب صنعه على وجوده وعلمه وقدرته وسائر صفاته، وفيه 29 حديثا. 16
5 باب 4 توحيد المفضل. 57
6 باب 5 حديث الإهليلجية. 152
7 باب 6 التوحيد ونفي الشرك، ومعنى الواحد والأحد والصمد، وتفسير سورة التوحيد، وفيه 25 حديثا. 198
8 باب 7 عبادة الأصنام والكواكب والأشجار والنيرين وعلة حدوثها وعقاب من عبدها أو قرب إليها قربانا، وفيه 12 حديثا. 244
9 باب 8 نفي الولد والصاحبة، وفيه 3 أحاديث. 254
10 باب 9 النهي عن التفكر في ذات الله تعالى، والخوض في مسائل التوحيد، وإطلاق القول بأنه شيء، وفيه 32 حديثا. 257
11 باب 10 أدنى ما يجزي من المعرفة والتوحيد، وأنه لا يعرف الله إلا به، وفيه 9 أحاديث. 267
12 باب 11 الدين الحنيف والفطرة وصبغة الله والتعريف في الميثاق، وفيه 42 حديثا. 276
13 باب 12 إثبات قدمه تعالى وامتناع الزوال عليه وفيه 7 أحاديث. 283
14 باب 13 نفي الجسم والصورة والتشبيه والحلول والاتحاد، وأنه لا يدرك بالحواس والأوهام والعقول والأفهام، وفيه 47 حديثا. 287
15 باب 14 نفي الزمان والمكان والحركة والانتقال عنه تعالى، وتأويل الآيات والأخبار في ذلك، وفيه 47 حديثا. 309