بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣ - الصفحة ٩
عن إبراهيم بن أحمد، عن داود بن عمرو، عن عبد الله بن جعفر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: بينما رجل مستلقي على ظهره ينظر إلى السماء وإلى النجوم ويقول: والله إن لك لربا هو خالقك اللهم اغفر لي، قال فنظر الله عز وجل إليه فغفر له.
قال الصدوق رحمه الله: وقد قال الله عز وجل: أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شئ. يعني بذلك أو لم يتفكروا في ملكوت السماوات والأرض وفي عجائب صنعها ولم ينظروا في ذلك نظر مستدل معتبر فيعرفوا بما يرون ما أقامه الله عز وجل من السماوات والأرض (1) مع عظم أجسامها وثقلها على غير عمد، وتسكينه إياها بغير آلة فيستدلوا بذلك على خالقها ومالكها ومقيمها أنه لا يشبه الأجسام ولا ما يتخذه الكافرون إلها من دون الله عز وجل إذ كانت الأجسام لا تقدر على إقامة الصغير من الأجسام في الهواء بغير عمد وبغير آلة فيعرفوا بذلك خالق السماوات والأرض وسائر الأجسام ويعرفوا أنه لا يشبهها ولا تشبهه في قدرة الله وملكه، وأما ملكوت السماوات والأرض فهو ملك الله لها واقتداره عليها، وأراد بذلك ألم ينظروا ويتفكروا في السماوات (2) والأرض [في] خلق الله عز وجل إياهما على ما يشاهدونهما عليه فيعلمون أن الله عز وجل هو مالكها والمقتدر عليها لأنهما مملوكة مخلوقة وهي في قدرته وسلطانه وملكه، فجعل نظرهم في السماوات والأرض وفي خلق الله لها نظرا في ملكوتها وفي ملك الله لها لان الله عز وجل لا يخلق إلا ما يملكه ويقدر عليه، وعنى بقوله: وما خلق الله من شئ يعني من أصناف خلقه فيستدلوا به على أن الله خالقها وأنه أولى بالإلهية من الأجسام المحدثة المخلوقة.
20 - التوحيد: عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن أبي يزيد بن محبوب المزني، عن الحسين ابن عيسى البسطامي، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن شعبة، عن خالد الحذاء، عن

(1) وفي نسخة: والأرضين.
(2) وفي نسخة: في ملكوت السماوات.
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 ثواب الموحدين والعارفين، وبيان وجوب المعرفة وعلته، وبيان ما هو حق معرفته تعالى، وفيه 39 حديثا. 1
3 باب 2 علة احتجاب الله عز وجل عن خلقه، وفيه حديثان 15
4 باب 3 إثبات الصانع والاستدلال بعجائب صنعه على وجوده وعلمه وقدرته وسائر صفاته، وفيه 29 حديثا. 16
5 باب 4 توحيد المفضل. 57
6 باب 5 حديث الإهليلجية. 152
7 باب 6 التوحيد ونفي الشرك، ومعنى الواحد والأحد والصمد، وتفسير سورة التوحيد، وفيه 25 حديثا. 198
8 باب 7 عبادة الأصنام والكواكب والأشجار والنيرين وعلة حدوثها وعقاب من عبدها أو قرب إليها قربانا، وفيه 12 حديثا. 244
9 باب 8 نفي الولد والصاحبة، وفيه 3 أحاديث. 254
10 باب 9 النهي عن التفكر في ذات الله تعالى، والخوض في مسائل التوحيد، وإطلاق القول بأنه شيء، وفيه 32 حديثا. 257
11 باب 10 أدنى ما يجزي من المعرفة والتوحيد، وأنه لا يعرف الله إلا به، وفيه 9 أحاديث. 267
12 باب 11 الدين الحنيف والفطرة وصبغة الله والتعريف في الميثاق، وفيه 42 حديثا. 276
13 باب 12 إثبات قدمه تعالى وامتناع الزوال عليه وفيه 7 أحاديث. 283
14 باب 13 نفي الجسم والصورة والتشبيه والحلول والاتحاد، وأنه لا يدرك بالحواس والأوهام والعقول والأفهام، وفيه 47 حديثا. 287
15 باب 14 نفي الزمان والمكان والحركة والانتقال عنه تعالى، وتأويل الآيات والأخبار في ذلك، وفيه 47 حديثا. 309