عوالي اللئالي - ابن أبي جمهور الأحسائي - ج ٢ - الصفحة ٧٩
أخذ من دار الحرب من غير قتال، كالذي انجلى أهلها، وهو المسمى فيئا، وميراث من لا وارث له، وقطايع الملوك إذا لم تكن مغصوبة، والآجام، و بطون الأودية والأرضون الموات. فإنها لله ولرسوله، ومن بعده لمن قام مقامه يصرفه حيث شاء من مصالحه ومصالح عياله) (١).
(٢٠٩) وقال الصادق عليه السلام: (إن غنائم بدر كانت لرسول الله خاصة، فقسمها بينهم تفضلا منه) (٢) (٣).
(٢١٠) وقال أبو عبد الله عليه السلام: ﴿من منع قيراطا من الزكاة فليس بمؤمن ولا مسلم، وهو قوله تعالى " رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت﴾ (4) ولا تقبل لمانع الزكاة صلاة) (5) (6).

(١) مجمع البيان للعلامة الطبرسي (ره) في تفسير آية (١) من سورة الأنفال عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام.
(٢) مجمع البيان للعلامة الطبرسي (ره) في تفسير آية (١) من سورة الأنفال عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام.
(٣) وذلك أن واقعة بدر كانت قبل نزول آية الغنيمة وكيفية تقسيمها بين المقاتلين أو لان أكثرها كانت فدية، أخذه صلى الله عليه وآله من أسرائهم، فلا يدخل تحت الغنيمة التي يحوزها العسكر (جه).
(٤) المؤمنون: ٩٩.
(5) الوسائل، كتاب الزكاة، باب (4) من أبواب ما تجب فيه الزكاة وما تستحب فيه حديث 3 و 4.
(6) يعني أن مانع الزكاة يسأل الرجعة عند الموت وهي كلمة يقولها بلسانه وليس لها حقيقة، مثل " ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه ". بقي الكلام في معنى نفي الايمان و الاسلام عن مانع قيراط من الزكاة. ويمكن أن يقال فيه وجوه:
الأول: ان المنع استحلال، وهو الموافق لأصول الفقه.
الثاني: المنع استخفافا وتهاونا، فان التهاون عن الزكاة التي هي من أعظم أركان الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم " تخلفوا من جيش العسرة، وهي غزوة تبوك، كان العشر من المسلمين لهم بعير واحد يتناوبون عليه، وكان زادهم الشعير المسوس، والتمر المدود، وكان التمر الواحد بينهم يمصها الواحد بعد الواحد. وهؤلاء الثلاثة هم كعب بن مالك، ومرارة ابن الربيع، وهلال بن أمية، تخلفوا عن رسول الله لا عن نفاق، ولكن عن توان، ثم ندموا، فلما قدم صلى الله عليه وآله أمر أن لا يكلموا فهجرهم الناس حتى نسائهم، فضاقت عليهم المدينة، وخرجوا إلى رؤوس الجبال، فتهاجروا، هم أيضا وتفرقوا، وبقوا على ذلك خمسين يوما، يتوبون إلى الله، فتقبل الله توبتهم وأنزل فيهم الآية (جه).
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»
الفهرست