كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٢٥٩
كما امره الله وبعد فقد قال الله تعالى * (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل احياء عند ربهم) * آل عمران فإذا كان المؤمنون الذين قتلوا في سبيل الله تعالى بهذا الوصف فكيف ينكر ان الأنبياء عليهم السلام بعد موتهم احياء منعمين في السماء وقد اتصلت الاخبار من طريق الخاص والعام بتصحيح هذا واجمع الرواة على أن النبي صلى الله عليه وآله لما خطب بفرض الصلاة ليلة المعراج وهو في السماء قال له موسى عليه السلام ان أمتك لا تطيق وان راجع إلى الله تعالى دفعه بعد أخرى وما حصل عليه الاتفاق فلم يبق فيه كذب واما الجواب عن السؤال الثاني فهو ان يكون الأنبياء عليهم السلام قد اعلموا بأنه سيبعث نبيا يكون خاتمهم وناسخا بشرعه شرائعهم واعلموا انه اجلهم وأفضلهم وانه سيكون له أوصياء من بعده حفظة لشرعه وحملة لدينه وحجج على أمته فوجب على الأنبياء عليه السلام التصديق بما أخبروا به والاقرار بجميعه (اخبرني) الشريف يحيى بن أحمد بن إبراهيم بن طباطبا الحسني قال حدثني أبو القاسم عبد الواحد بن عبد الله بن يونس الموصلي عن أبي علي بن همام عن عبد الله بن جعفر الحميري عن عبد الله بن محمد عن محمد بن أحمد عن يونس بن يعقوب عن عبد الاعلى ابن أعين قال سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول ما تنبأ نبي قط إلا بمعرفة حقنا وتفضيلنا على من سوانا وان الأمة مجمعة على أن الأنبياء عليهم السلام قد بشروا بنبينا صلى الله عليه وآله ونبهوا على امره ولا يصح منهم ذاك إلا وقد اعلمهم الله تعالى به فصدقوا وآمنوا بالمخبر به وكذلك قد روت الشيعة بأنهم قد بشروا بالأئمة أوصياء رسول الله صلى الله عليه وآله (وأما الجواب عن السؤال الثالث) فهو انه يجوز ان يكون الله تعالى أحدث لرسوله صلى الله عليه وآله في الحال صورا كصور الأئمة عليهم السلام ليراهم أجمعين على كمالهم فيكون كمن شاهد اشخاصهم برؤيته مثالهم ويشكر الله تعالى على ما منحه من تفضيلهم واجلالهم وهذا في العقول من الممكن المقدور ويجوز أيضا ان يكون الله تعالى خلق على صورهم ملائكة في سمائه يسبحونه ويقدسونه لتراهم ملائكته الذين قد اعلمهم بأنهم يكونون في ارضه حججا له على خلقه فتتأكد عندهم منازلهم وتكون رؤيتهم تذكارا لهم بهم وبما سيكون من امرهم (وقد جاء في الحديث) ان رسول الله صلى الله عليه وآله رأى في السماء لما عرج به ملكا على صورة أمير المؤمنين صلوات الله عليه وسلامه وهذا خبر قد اتفق أصحاب الحديث على نقله حدثني به من طريق العامة الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد ابن أحمد بن الحسن بن شاذان القمي ونقلته من كتابه المعروف بايضاح دقائق النواصب وقرائته عليه بمكة في المسجد الحرام سنة اثنتي عشرة وأربعمائة قال حدثنا أبو القاسم جعفر بن مسرور اللجام قال حدثنا الحسين بن محمد قال حدثنا
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»