كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٢٥٥
الباب سيري الحنظلي قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد من ولد عمر بن الخطاب عن جعفر بن محمد عن محمد بن حسان عن محمد ابن الحجاج اللخمي عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس قال لما قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وآله قال أيكم يعرف قس بن ساعدة الأيادي قالوا كلنا نعرفه يا رسول الله قال لست أنساه بعكاظ على جمل احمر يخطب الناس وهو يقول أيها الناس اجتمعوا فإذا اجتمعتم فاسمعوا فإذا سمعتم فعوا فإذا وعيتم فقولوا فإذا قلتم فاصدقوا من عاش مات ومن مات فات وكل ما هو آت آت في السماء لخبرا وان في الأرض لعبرا مهاد موضوع وسقف مرفوع ونجوم تمور وبحار لا تغور أقسم قس بالله قسما حقا لا كاذبا فيه ولا آثما إن كان في الأرض رضا ليكونن سخط ان لله دينا هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه مالي ارى الناس يذهبون فلا يرجعون ارضوا بالإقامة فاقاموا أم تركوا فناموا ثم قال صلى الله عليه وآله أيكم يروي شعره فانشدوه * في الذاهبين الأولين من القرون لنا بصائر * لما رأيت مواردا للموت ليس لها مصادر * ورأيت قومي نحوها يسعى الأصاغر والأكابر * لا يرجع الماضي ولا يبقى من الباقين غابر * أيقنت اني لا محالة حيث صار القوم صائر * وروى أن رجلا حدث رسول الله صلى الله عليه وآله فقال في حديثه خرجت في طلب بعير لي ضل فوجدته في ظل شجرة ينهش من ورقها فدنوت منه فزممته واستويت على كوره ثم اقتحمت واديا فإذا انا بعين خرارة وروضة مدهامة وشجرة عادية وإذا انا بقس قائما يصلي بين قبرين اتخذ له بينهما مسجدا قال فلما انفتل من صلاته قلت له ما هذان القبران فقال هذان قبرا اخوان كانا لي يعبدان الله عز وجل معي في هذا المكان فانا أعبد الله بينهما إلى أن الحق بهما قال ثم التفت إلى القبرين فجعل يبكي وهو يقول * خليلي هبا طال ما قد رقدتكما * أجدكما أم تقضيان كراكما * ارى خللا في العظم والجلد منكما * كان الذي يسقي العقار سقاكما * ألم تعلما اني بسمعان مفرد * وما لي بسمعان حبيب سواكما * مقيم على قبريكما لست بارحا * طوال الليالي أو يجيب صداكما * فلو جعلت نفس لنفس فدائها * لجدت بنفسي ان أكون فداكما * قال فقلت له فلم لا تلحق بقومك فتكون معهم في خيرهم وشرهم فقال ثكلتك أمك إما علمت أن ولد إسماعيل تركوا دين أبيهم واتبعوا الأضداد وعظموا الأنداد قلت وما هذه
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»