كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٢٥٤
مضوا قصد السبيل وخلفوني * فطال علي بعدهم الثواء * فأصبحت الغداة رهين قبر * واخلفني من الموت الرجاء (ومنهم) بحر بن الحارث بن امرئ القيس الكلبي عاش مائة و خمسين سنة وأدرك الاسلام فلم يسلم وهو القائل * من عاش خمسين عاما قبلها مائة * من السنين واضحى بعد ينتظر * وصار في البيت مثل الحلس مطرحا * لا يستشار ولا يعطى و لا يذر * مل المعاش ومل الأقربون له * طول الحياة وشر العيشة الكبر (ومن المعمرين) ذو جدن الحميري وكان ملكا روى أنه عاش ثلاثمائة سنة وهو القائل * لكل جنب واقع مضطجع * والموت لا ينفع منه الجزع اليوم * تجزون بأعمالكم * وكل امرئ يحصد ما قد زرع * لو كان شيئا سفلتا حتفه * أفلت منه في الجبال الصدع * له سماء وله ارضه * يرفع من شاء ومن شاء وضع (ومن المعمرين) قس بن ساعدة الأيادي رحمه الله عاش دهرا طويلا فروى أنه عاش ستمائة سنة وروى أقل من ذلك وكان من عقلاء العرب وحكمائهم وهو أول من كتب من فلان بن فلان إلى فلان وهو ممن وحد الله تعالى وآمن به وأقر بعدله وحكمته وانه خلق العباد وينشرهم بعد الممات وهو أول من قال أما بعد وأول من خطب بعصا وفيه يقول الأعشى قيس بن ثعلبة * واحكم من قس واجري من الذي * بذي الفيل خفان أصبح خادرا * ويقول الحطيئة * وأقول من قس وامضى إذا مضى * من الريح ان مس النفوس نكالها * وقس الذي يقول * هل الغيث معطي الامن عند نزوله * بحال مسئ في الأمور ومحسن * وما قد تولى وهو فات ذاهب * فهل ينفعني ليتني ولو انني * وكذلك يقول لبيد * واخلف قسا ليتني ولو انني * وأعني على لقمان حكم التدبر * وكان قس أحسن الناس في زمانه عبادة وأفصحهم خطابة وأبلغهم عظة وكان كثيرا ما يذكر رسول الله صلى الله عليه وآله ويبشر الناس به وآمن به قبل مبعثه وكان النبي صلى الله عليه وآله يستعلم اخباره ويستعيد من الناس مواعظه ويترحم عليه ويقول إن قسا أمة وحده (خبر) قس وما قاله بسوق عكاظ حدثني القاضي أبو الحسن أسد بن إبراهيم السلمي الحراني بمدينة الرملة في سنة عشرة وأربعمائة قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن موسى بن إبراهيم
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»