كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٢٥٨
صلى الله عليه وآله يا جارود ليلة اسرى بي إلى السماء اوحى الله عز وجل إلي ان سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا فقلت لهم على ما بعثتم فقالوا على نبوتك وولاية علي بن أبي طالب والأئمة منكما ثم اوحى إلي ان التفت عن يمين العرش فالتفت فإذا علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والمهدي عليهم السلام في ضحضاح من نور يصلون فقال لي الرب تعالى هؤلاء الحجج لأوليائي وهذا المنتقم من أعدائي قال الجارود فقال لي سلمان يا جارود هؤلاء المذكورون في التوراة والإنجيل والزبور فانصرفت بقومي وانا أقول * اتيتك يا ابن آمنة الرسولا * لكي بك اهتدي النهج السبيلا * فقلت فكان قولك قول حق * وصدق ما بدا لك ان تقولا * وبصرت العمى من عبد شمس * وكل كان في عمه ضليلا * و أنبأناك عن قس الأيادي * مقالا فيك ظلت به جديلا * وأسماء عمت عنا فالت * إلى علم و كنت به جهولا (فصل) من الكلام في هذا الخبر (اعلم) أيدك الله تعالى انك تسئل في هذا الخبر عن ثلاثة مواضع (أحدها) ان يقال لك كان الأنبياء المرسلون عليهم السلام قبل رسول الله صلى الله عليه وآله قد ماتوا فكيف يصح سؤالهم في السماء (وثانيها) ان يقال لك ما معنى قولهم إنهم بعثوا على نبوته وولاية علي والأئمة من ولده عليهم السلام (وثالثها) يقال لك كيف يصح ان يكون الأئمة الاثني عشر عليهم السلام في تلك الحال في السماء ونحن نعلم ضرورة خلاف هذا لأن أمير المؤمنين عليه السلام كان في ذلك الوقت بمكة في الأرض ولم يدع قط ولا ادعى له أحد انه صعد إلى السماء فاما الأئمة من ولده فلم يكن وجد أحد منهم بعد ولا ولد فما معنى ذلك إن كان الخبر حقا فهذه مسائل صحيحة ويجب ان يكون معك لها أجوبة معدة (وأما الجواب) عن السؤال الأول فهو انا لا نشك في موت الأنبياء عليهم السلام غير أن الخبر قد ورد بان الله تعالى يرفعهم بعد مماتهم إلى سمائه وانهم يكونون فيها احياء متنعمين إلى يوم القيامة ليس ذلك بمستحيل في قدرة الله تعالى وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال انا أكرم عند الله من أن يدعني في الأرض أكثر من ثلاث وهكذا عندنا حكم الأئمة عليهم السلام قال النبي صلى الله عليه وآله لو مات نبي بالمشرق ومات وصيه بالمغرب لجمع الله بينهما وليس زيارتنا لمشاهدهم على أنهم بها ولكن لشرف المواضع فكانت غيبة الأجسام فيها ولعباده أيضا ندبنا إليها فيصح على هذا ان يكون النبي صلى الله عليه وآله رأى الأنبياء عليهم السلام في السماء فسألهم
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»