كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ١٧٨
أسلم لك (فصل من ذكر المرضى والعيادة) قال رسول الله صلى الله عليه وآله الحمى تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد وقال الصادق عليه السلام ساعات الأوجاع يذهبن بساعات الخطايا وقال عليه السلام ان العبد إذا مرض فان في مرضه اوحى الله تعالى إلى كاتب الشمال لا تكتب على عبدي خطيئة ما دام في حبسي ووثاقي إلى أن اطلقه وأوحى إلى كاتب اليمين ان اجعل انين عبدي حسنات (وروى) ان نبيا من الأنبياء مر برجل قد جهده البلاء فقال يا رب إما ترحم هذا مما به فأوحى الله إليه كيف ارحمه مما به ارحمه (وروى) لما نزلت هذه الآية * (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به) * سورة النساء فقال رجل لرسول الله صلى الله عليه وآله يا رسول الله جاءت قاصمة الظهر فقال عليه السلام كلا إما تحزن إما تمرض إما تصيبك اللاواء والهموم قال بلى قال فذلك مما يجزي به (وروى) جابر بن عبد الله الأنصاري ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال عايد المريض يخوض في البركة فإذا جلس انغمس فيها وقال عليه السلام إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الاجل فإن ذلك لا يرد شيئا وهو يطبب النفس أنشد لبعضهم * حق العيادة يوم بين يومين * وجلسة لك مثل الطرف بالعين * لا تبر من مريضا في مسائله * يكفيك من ذاك تسأله بحرفين (فصل من خطبة لرسول الله صلى الله عليه وآله في ذكر الموت والوعظ) يا أيها الناس كان الموت على غيركم كتب * وكان الحق على غيركم وجب * وكان الذي يشيع من الأموات سفر عن قليل إلينا راجعون * نبوئهم أجداثهم ونأكل تراثهم * كانا مخلدون بعدهم * قد نسينا كل واعظة وامنا كل جائحة * طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب غيره * وأنفق ما اكتسب في غير معصية ورحم أهل الضعف والمسكنة وخالط أهل الفقه والحكمة * طوبى لمن أذل نفسه وحسنت خليقته وصلحت سريرته * وعزل عن غيره شره وانفق الفضل من ماله وامسك الفضل من قوله * ووسعته السنة ولم يدعها إلى البدعة * (فصل مما روي في القبور والدفائن) وجد على قبر مكتوبا قهرنا الأعداء وبنينا الحصون والدفائن واقتصرنا على ما ترون ووجد على آخر مكتوبا الدنيا فانية والآخرة باقية والناظر إلينا لاحق بنا ذكروا انهم رأوا على قبر أبي نؤاس هذه الأبيات وهن لأبي العتاهية * وعظتك أجداث صمت ونعتك أزمنة خفت * وتكلمت عن أعين تبلى وعن صور سبت * وأرتك قبرك في القبور وأنت حي لم تمت (وروى) انس بن مالك قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال كان تحت الجدار الذي ذكره الله تعالى في كتابه فقال * (وكان تحته كنز لهما) * الكهف لوح من ذهب مكتوب فيه بسم الله الرحمن الرحيم عجبا لمن أيقن بالموت كيف يفرح وعجبا لمن أيقن بالقدر كيف يحزن وعجبا لمن أيقن بزوال الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن قلبه
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»