كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ١٢٥
الأخبار الواردة بان أمير المؤمنين عليه السلام صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله سبع سنين والناس كلهم كانوا ضالين فمنها ما اخبرني به شيخنا المفيد أبو عبد الله رضي الله عنه قال اخبرني أبو حفص عمر بن محمد الصيرفي قال حدثنا محمد بن أبي الثلج عن أحمد بن القاسم البرقي عن أبي صالح سهل بن صالح وكان قد جاوز مائة سنة قال سمعت أبا المعمر عباد بن عبد الصمد قال سمعت انس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله صلت الملائكة علي وعلى علي عليه السلام سبع سنين وذلك أنه لم يرفع إلى السماء شهادة ان لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله إلا مني ومن علي عليه السلام ومنه ما روى عن أبي أيوب أنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لقد صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين لأنا كنا نصلي ليس معنا أحد غيرنا وما رواه أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الملائكة صلت علي وعلى علي سبع سنين قبل ان يسلم بشر وما رواه عباد بن يزيد قال سمعت عليا عليه السلام يقول لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله سبع حجج ما يصلي معه غيري إلا خديجة بنت خويلد ولقد رأيتني ادخل معه الوادي فلا نمر بحجر ولا شجر إلا قال السلام عليك يا رسول الله وانا أسمعه وما روى عليه السلام من قوله انا عبد الله وانا أخو رسول الله صلى الله عليه وآله وانا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتر صليت قبلهم سبع سنين وما رواه أبو رافع قال قال صلى الله عليه وآله بعثت أول يوم الاثنين وصلت خديجة آخر يوم الاثنين وصلى علي يوم الثلاثاء من الغداة مستخفيا قبل ان يصلي مع النبي صلى الله عليه وآله أحد سبع سنين (فصل في اسلامه عليه السلام كان عن بصيرة واستدلال) اعلم أنه لما توجهت الحجة على المخالفين بتقدم اسلام أمير المؤمنين عليه السلام على سائر المكلفين قالوا وما الفضيلة في اسلام طفل لم يلحق بدرجة العقلاء البالغين وأي تكليف يتعين عليه يستحق بفعله الاجر من رب العالمين وهل كان القاء الاسلام إليه إلا على سبيل التوقيف والتلقين الذي يفعله أحدنا مع ولده لينشأ عليه ويصير له من الألفين وخطا هؤلاء القوم لا يخفى للمتأملين وضلالهم عن الحق واضح للمنصفين وذلك أن الحال التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وآله في ابتداء امره من كتمان ما هو عليه وستره وصلاته مختفيا في شعاب مكة للمخافة التي كان فيها والتقية منتظرا لاذن الله تعالى له في الاعلان والاظهار فيبدى حينئذ امره على تدريج يا من معه أسباب المضار يقضي إلى أن يلقى ذلك إلى الأطفال و الصبيان الذين لا عقول لهم يصح معها الكتمان والذين من عادتهم الاخبار بما علموه والاعلان فإذا علمنا وهذه صورة الحال ان النبي صلى الله عليه وآله قد خص في ابتدائها بالوقوف على سر أحد الأطفال تحققنا ان ذلك الطفل مميز بصحة العقل والكمال
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»