كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ١٢٨
اسلام أمير المؤمنين عليه السلام لجميع العبادات السمعية فيعلم ما هو لازم لمن لم يبلغ مما هو غير لازم له فاما التكليف الواجب في العقول فلا يجوز ان يسقط عمن له عقل وتحصيل فحصول العقل إذ هو بلوغ حد التكليف وقد بينا ان أمير المؤمنين عليه السلام كان كامل العقل وهو ابن عشر سنين فلزمته المعرفة بالله تعالى والرسول وبجميع ما يوجب معرفة العقول للمعتزل ولزمه من التعبد المسموع قارن وجها من المصلحة له في المعلوم وهذا كاف لذوي التحصيل وقد أوردت في هذا الكتاب من القول في اسلام أمير المؤمنين عليه السلام ما فيه منفعة للمؤمنين وحجة على المخالفين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وآله الطيبين الطاهرين (فصل من كلام أمير المؤمنين عليه السلام وحكمه) قال أمير المؤمنين * لا شرف أعلا من الاسلام * ولا كرم أعز من التقوى * ولا معقل أحرز من الورع * ولا شفيع انجح من التوبة * من ضاق صدره لم يصبر على أداء حق * من كسل لم يؤد حق الله * من عظم أوامر الله أجاب سؤاله * من تنزه عن حرمات الله سارع إليه عفو الله * من تواضع قلبه لله لم يسام بدنه طاعة الله * الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر * ليس مع قطيعة الرحم نماء ولا مع الفجور غنى * عند تصحيح الضمائر تغفر الكبائر * تصفية العمل خير من العمل عند الخوف يحسن العمل * رأس الدين صحة اليقين * أفضل ما لقيت الله به نصيحة من قلب وتوبة من ذنب * إياكم والجدال فإنه يورث الشك في دين الله * بضاعة الآخرة كاسدة فاستكثر منها في أوان كسادها * اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل * ودخول الجنة رخيص * ودخول النار غال * التقي سابق إلى كل خير * من غرس أشجار التقى جنى ثمار الهدى * الكريم من أكرم عن ذل النار وجهه ضاحك * معترف بذنبه أفضل من باك مدل على ربه * من عرف عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره * من نسي خطيئته استعظم خطيئة غيره * ومن نظر في عيوب الناس ورضاها لنفسه فذلك الأحمق بعينه * كفاك أدبك لنفسك ما كرهته لغيرك * اتعظ بغيرك ولا تكن متعظا بك * لا خير في لذة تعقب ندامة * تمام الاخلاص تجنب المعاصي * من أحب المكارم اجتنب المحارم * جهل المرء بعيوبه من أعظم ذنوبه * من أحبك نهاك ومن أبغضك أغراك * ومن أساء استوحش * من عاب عيب ومن شتم أجيب * أدوا الأمانة ولو إلى قاتل الأنبياء * الرغبة مفتاح العطب والتعب مطية النصب * الشر داع إلى التقحم في الذنوب * من تورط في الأمور غير ناظر في العواقب * فقد تعرض لمدرجات النوائب * من اتى ذميا وتواضع له ليصيب من دنياه شيئا ذهب ثلثا دينه * من لزم الاستقامة لزمته السلامة * حدثنا الشيخ المفيد أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان القمي رضي الله عنه بمكة في المسجد الحرام قال حدثني أبو الفرج المعافي بن زكريا
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»