كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ١١٤
على معاصيهم والثواب على معرفتهم بالله تعالى ورسوله والأئمة من بعده صلوات الله عليهم وما بعد ذلك من طاعتهم وامرهم مردود إلى خالقهم وان عفا عنهم فبفضله ورحمته وان عاقبهم فبعدله وحكمته قال الله سبحانه * (وآخرون مرجون لأمر الله أما يعذبهم وأما يتوب عليهم) * التوبة وان عقوبة هؤلاء العصاة إذا شاءها الله تعالى لا تكون مؤبدة ولها آخر يكون بعده دخولهم الجنة وليسوا من جملة من توجه إليهم الوعيد بالتخليد والعفو من الله تعالى يرجى برجاء العصاة المؤمنين وقد غلطت المعتزلة فسمت من يرجو العفو مرجئا وإنما يجب ان يسمى راجيا و لا طريق إلى القطع على العفو وإنما هو الرجاء والتجوير فقط ويعتقد ان لرسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة من بعده عليهم السلام شفاعة مقبولة يوم القيامة ترجى للمؤمنين من مرتكبي الآثام ولا يجوز ان يقطع الانسان على أنه مشفوع فيه على كل حال ولا سبيل له إلى العلم بحقيقة هذه الحال وإنما يجب ان يكون المؤمن واقفا بين الخوف والرجاء ويعتقد ان المؤمنين الذين مضوا من الدنيا وهم غير عاصين يؤمر بهم يوم القيامة إلى الجنة بغير حساب وان جميع الكفار و المشركين ومن لم تصح له الأصول من المؤمنين يؤمر بهم يوم القيامة إلى الجحيم بغير حساب وإنما يحاسب من خلط عملا صالحا وآخر سيئا وهم العارفون العصاة وان أنبياء الله تعالى وحججه عليهم السلام هم في القيامة المسؤولون للحساب بإذن الله تعالى وان حجة أهل كل زمان يتولى أمر رعيته الذين كانوا في وقته وان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة الاثني عشر من بعده عليهم السلام هم أصحاب الأعراف الذين لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار الا من انكرهم وانكروه وان رسول الله صلى الله عليه وآله يحاسب أهل وقته وعصره وكذلك كل امام بعده وان المهدي عليه السلام هو المواقف لأهل زمانه والمسائل للذين في وقته وان الموازين التي توضع في القيامة هي إقامة العدل في الحساب والانصاف في الحكم والمجازاة وليست في الحقيقة موازين بكفات وخيوط كما تظن العوام (وان الصراط المستقيم في الدنيا دين محمد وآل محمد عليهم السلام وهو في الآخرة طريق الجنان) وان الأطفال والمجانين والبله من الناس يتفضل عليهم في القيامة بان تكمل عقولهم ويدخلون الجنان وان نعيم أهل الجنة متصل ابدا بغير نفاد وان عذاب المشركين والكفار متصل في النار بغير نفاد ويجب ان تؤخذ معالم الدين في زمان الغيبة من أدلة العقل وكتاب الله عز وجل والأخبار المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن الأئمة عليهم السلام وما أجمعت عليه الطائفة الإمامية واجماعها حجة فاما عند ظهور الإمام عليه السلام فإنه المفزع عند المشكلات وهو المنبه على العقليات والمعرف بالسمعيات كما كان النبي صلى الله عليه وآله ولا يجوز استخراج الاحكام في السمعيات بقياس ولا اجتهاد فاما العقليات فيدخلها القياس والاجتهاد ويجب على العاقل مع هذا كله إلا يقنع
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»