كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ١٢٢
اللهم لا اعرف ان أحدا من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيها وجرى بينه وبين عثمان كلام فقال له عثمان وعمر خير منك فقال له كذبت بل انا خير منك ومنهما عبدت الله قبلهما وبعدهما وقد تضمن ذكر تقدم ايمانه كثير من اشعاره الواردة في اخباره حدثني القاضي السلمي قال اخبرني الخطيب العتكي قال حدثني أبو العباس أحمد بن يحيى الفتات قال حدثنا أبو بكر محمد بن يعقوب الدينوري (قال حدثنا محمد بن عبد الله البلوي الأنصاري قال حدثنا عمارة بن زيد) قال حدثنا بكير بن حارثة عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب عن مالك عن جابر بن عبد الله قال سمعت عليا عليه السلام ينشد ورسول الله صلى الله عليه وآله يسمع (شعر) انا أخو المصطفى لا شك في نسبي * معه ربيت وسبطاه هما ولدي * جدي وجد رسول الله منفرد * وفاطم زوجتي لا قول ذي فند * صدقته وجميع الناس كان بهم * من الضلالة والاشراك ذي والنكد * فالحمد لله حمدا لا شريك له * البر بالعبد والباقي بلا أمد * قال وتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله وقال صدقت يا علي ولدي منه احتجاجه صلى الله عليه وآله على معاوية في جواب كتابه من الشام إليه وقد رام معاوية الافتخار فيه فقال أمير المؤمنين عليه السلام أعلي يفتخر ابن آكلة الأكباد ثم قال لعبيد الله بن أبي رافع اكتب محمد النبي أخي وصنوي * وحمزة سيد الشهداء عمي * وجعفر الذي يضحى ويمسي * يطير مع الملائك ابن أمي * وبنت محمد سكني وعرسي * مناط لحمها بدمي ولحمي * وسبطا أحمد ابناي منها * فأيكم له سهم كسهمي * سبقتكم إلى الاسلام طرا * غلاما ما بلغت أوان حلمي * وأوجب لي الولاء معا عليكم * خليلي يوم روح غدير خم * فكان صلى الله عليه وآله يحتج بتقدم اسلامه على الكافة ويفتخر به في جملة مناقبه على الأمة ويذكره بحضرة رسول الله صلى الله عليه وآله دفعة بعد دفعة وبعد رسول الله صلى الله عليه وآله بين الصحابة فما أنكر ذلك قط عليه الرسول صلى الله عليه وآله وكيف ينكره عليه وهو الشاهد له بذلك ولا قال له أحد من الناس لا تحتج بهذا الكلام فإن أبا بكر هو الذي أسلم قبل جميع الأنام بل يذعن لقوله عليه السلام الناس ويعلمون صدقه من غير اختلاف ويقولون فيه كما قد قال عليه السلام فمن ذلك قول أبي سفيان بن الحرث بن عبد المطلب (شعر) ما كنت احسب هذا الامر منتقل * عن هاشم ثم منها عن أبي الحسن * أليس أول من صلى لقبلتهم * واعرف الناس بالآثار والسنن * من فيه ما فيهم من كل صالحة * وليس في القوم ما فيه من الحسن * وجرير بن عبد الله البجلي يقول فيه مثل ذلك أيضا وقيس بن سعد بن عبادة له فيه أقوال كثيرة وغيرهم ممن شهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسمع منه الاخبار بتقديم اسلامه و الحال أشهر عند أهل العلم من أن يستتر وأظهر بين أهل النقل من أن تكتم غير أن الناصبة قد غلبها الهوى على التقوى فاثرت الضلال على الهدى وقد احتج النصاب في تقديم اسلام أبي بكر بقول حسان * إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة * فاذكر أخاك
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»