الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ١٢٨
طعامك وحميرك ولا تغفل عنها حتى أعود إليك فانطلق وصلى بالناس الصبح فلما طلعت الشمس أتاني، وقال افتح عن برك على بركة الله ففعلت ثم قال: اختر خصلة من خصلتين، إما تبيع واستوفي انا، وإما استوف أنت وأبيع أنا، فقلت: انا أقوى على بيعها وأنت أقوى على استيفائها فبعت انا واستوفى لي الثمن، ودفعه إلي وقال: ألك حاجة؟
فقلت: نعم أريد أدخل إلى السوق في شراء حوائج فقال: امض حتى أعينك عليها، فإنك ذمي فلم يزل معي حتى فرغت من حوائجي، ثم ودعني فقلت له عند الفراق: اشهد ان لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وإنك وصيه وخليفته على الجن والإنس فجزاك الله عن الإسلام خيرا. ثم انطلقت إلى قريتي وأقمت بها شهورا ونحو ذلك، فاشتقت إلى رؤية أمير المؤمنين من تلك الليلة فقدمت الكوفة فقيل لي قد قتل أمير المؤمنين (عليه السلام)، فاسترجعت وصليت صلاة كثيرة وقلت عند ذلك ذهب العلم، فكان هذا أول عدل رأيته تلك الليلة وآخر عدل رأيته في ذلك اليوم فما لي لا أبكي. فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
وعنه عن علي بن محمد الصيرفي قال: حدثني علي بن محمد بن عبد الله الخياط، قال: حدثني الحسين بن علي عن أبي حمزة البطائني وهو علي بن معمر عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: خرج أمير المؤمنين إلى أصحابه فقال: يا قوم أرأيتم أن لا تذهب الأيام والليالي حتى يجري ها هنا نهر تجري فيه السفن، فما أنتم قائلون؟ أفأنتم مصدقون فيما قلت أم لا؟ قالوا يا أمير المؤمنين: ويكون هذا؟ قال: والله كأنني انظر إلى نهر في هذا الموضع يزخر فيه الماء وتجري فيه السفن يحرفه طاغوت ينسب إلينا وليس هو منا يكون على أهل هذه العترة أولا عذابا، ورحمة عليهم اخرا فلم تذهب الأيام والليالي حتى حفر الخندق بالكوفة حفره المنصور فكان عذابا على أهلها أولا ورحمة عليهم آخرا، ثم
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»
الفهرست