الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ١١٧
كل ما يأتينا به ويظهره في علي من هواه وكل ذلك يبلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى اجتمع التسعة الرهط المفسدون في الأرض في دار الأقرع بن حابس التميمي وكان مسكنها في وقت صهيب الرومي، وهم التسعة الذين هم أعداء أمير المؤمنين علي (عليه السلام) كان عددهم عشرة، وهم أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة وسعد وسعيد عبد الرحمن بن عوف الزهري وخالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح، فقالوا: قد أكثر رسول الله في أمر علي وزاد فيه حتى لو أمكنه أن يقول لنا اعبدوه لقال، قال سعد ابن أبي وقاص: ليت محمدا أتانا فيه بآية من السماء كما أتاه في نفسه من الآيات من شق القمر وغيره، فباتوا ليلتهم تلك، فنزل نجم من السماء حتى صار على ذروة المدينة حتى دخل ضوءه في البيوت وفي الآبار والمغارات وفي المواضع المظلمة من منازل الناس فذعر أهل المدينة ذعرا شديدا وخرجوا وهم لا يعلمون ذلك النجم على دار من نزل، ولا أين هو معلق الا انهم يظنونه على بعض منازل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وسمع رسول الله ذلك الضجيج والناس فخرج إلى المسجد وصاح بالناس: ما الذي أزعجكم وأخافكم؟ من هذا النجم النازل على دار أخي علي بن أبي طالب؟ فقالوا: نعم. فقال: فلا يقول منافقوكم التسعة الذين اجتمعوا في أمسكم في دار صهيب الرومي فقالوا في وفي أخي علي ما قالوا، وقال قائل: ليت محمدا، أتانا بآية من السماء في علي كما أتانا بها في نفسه من شق القمر وغيره فأنزل الله عز وجل هذا النجم على ذروة دار أخي علي آية له خصه الله بها فلم يزل ذلك النجم معلقا على مشربة أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ومعه في المسجد إلى أن غاب كل نجم من السماء وهذا النجم معلق.
فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): هذا حبيبي جبريل قد انزل علي في هذا النجم وحيا وهو ما تسمعونه، ثم قرأ (عليه السلام):
(بسم الله الرحمن الرحيم والنجم إذا هوى، ما ضل صاحبكم وما
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»
الفهرست