الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ١٢٩
جرى فيه الماء والسفن وانتفع الناس به فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
وعنه عن الحسن عن أبي حمزة عن أبيه قال: حدثني مسعود المدائني، وحسين بن محمد بن فرقد جميعا عن فضل الرسول عن أبي جعفر (عليه السلام) ان أمير المؤمنين قال له أصحابه: لو أريتنا ما تطمئن به قلوبنا مما في يدك مما أنهى إليك رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: لو أريتكم عجيبة من عجائبي لكفرتم، وقلتم: ساحر أو كاهن ولكان هذا من أحسن قولكم فقالوا: يا أمير المؤمنين ما منا أحد إلا وهو يعلم إنك ورثت علم رسول الله وصار إليك فقال: علم العالم صعب مستصعب، لا يحمله الا ملك مقرب، أو نبي مرسل، أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان، وأيده بروح منه، فإذا أبيتم إلا أن أريكم بعض عجائبي وما أتاني من العلم فاتبعوا أثري، إذا صليت العشاء الآخرة فلما صلى اخذ طريقه إلى ظهر الكوفة واتبعوه وهم سبعون رجلا ممن كانوا عند أنفسهم من خيار الناس وكانوا شيعة له له فقال: إني لست أريكم شيئا حتى آخذ عليكم عهد الله وميثاقه ألا تكفروني ولا ترموني بالمعطلات، والله ما أريكم الا بعض ما أعطيت من ميراث النبي المرسل والحجة علي وعليكم (صلوات الله عليه) فأخذ عليهم عهد الله وميثاقه ثم قال: حولوا وجوهكم حتى أدعو بما أريد فسمعوه جميعا يدعو بالدعوات التي يعرفونها ويعلمونها من أسماء الله، ثم قال حولوا وجوهكم فإذا هم بالقيامة قد قامت، والجنة والنار قد حضرت، وحشر جميعهم فما شكوا في القيامة وإنهم بعثوا وحشروا فقالوا يا أمير المؤمنين ما هذا فقال هكذا يوم القيامة فقال أحسنهم قولا: ان هذا الا سحر عظيم، ورجعوا من فورهم كفارا الا رجلان فلما صار مع الرجلين، قال سمعتما مقالة أصحابكما واخذي عليهم العهود والمواثيق ورجوعهم يكفرونني اما والله انهم لفي حجتي، وهكذا كان أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) يقولون: ساحر كاهن كذاب، وقد علمت قريش ما خلق الله
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست