شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٧٩
مسلم دون العكس، أو باعتبار الدخول فإن الداخل في مفهوم الإيمان داخل في الإسلام دون العكس أو باعتبار الاحكام فإن أحكام الإسلام مثل حقن الدماء وأداء الأمانة واستحلال الفرج ثابتة للإيمان دون العكس فإن الحكم المترتب على الإيمان مثل الثواب والنذر للمؤمن واعتاقه لا تكون للإسلام.
* الأصل 1 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن - صالح، عن سماعة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أخبرني عن الإسلام والإيمان أهما مختلفان؟ فقال: إن الإيمان يشارك الإسلام والإسلام لا يشارك، فقلت، فصفهما لي، فقال: الإسلام شهادة لا إله إلا الله والتصديق برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، به حقنت الدماء وعليه جرت المناكح والمواريث وعلى ظاهره جماعة الناس; والإيمان الهدى وما يثبت في القلوب من صفة الإسلام وما ظهر من العمل به والإيمان أرفع من الإسلام بدرجة، إن الإيمان يشارك الإسلام في الظاهر والإسلام لا يشارك الإيمان في الباطن وإن اجتمعا في القول والصفة.
* الشرح قوله: (فقلت فصفهما لي) أي فسرهما لي وبين لي حقيقتهما حتى يظهر لي حقيقة المشاركة وعدمها.
قوله: (الإسلام شهادة ان لا إله إلا الله والتصديق برسول الله (صلى الله عليه وآله)) اكتفى بذكر الشهادة على التوحيد عن التصديق به وبذكر التصديق بالرسالة عن الشهادة عليها للقرينة والتعارف لأن التوحيد والرسالة أمران مقرونان فما يعتبر في أحدهما يعتبر في الآخر وأيضا الشهادة قلما تنفك عن التصديق قلما ينفك عن الشهادة. وعلى هذا فمحصل الكلام أن الإسلام التصديق بالله ورسوله والشهادتان وهذا لا ينافي ما مر من أن الإسلام الإقرار بلا عمل أي بلا تصديق لأنا قد ذكرنا أن الاسلام يطلق على مجرد الاقرار أيضا.
قوله: (والإيمان الهدى) الهدى راه يافتن وراه نمودن ورسيدن بمقصود وراه راست والمراد به هنا الولاية وهي الصراط المستقيم وبما يثبت في القلوب من صفة الإسلام التصديق بالله وبرسوله وبما ظهر من العمل الشهادتان أو الأعم منهما ومن أقام الصلاة وايتاء الزكاة والصوم والحج واعتبار هذه الأعمال في الإيمان وقد مر وجهه مرارا.
قوله: (والإيمان ارفع من الإسلام بدرجة) لاعتبار التصديق بالولاية في حقيقة الإيمان دون الإسلام وبه يستحق العبد الثواب والكرامة في دار المقامة.
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428