شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٧٦
* الأصل 3 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن جميل بن دراج قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم) فقال لي: ألا ترى أن الإيمان غير الإسلام.
* الشرح قوله (قالت الاعراب آمنا) لما أقرت الاعراب بالشهادتين قالوا آمنا بهذا الاقرار فقال الله تعالى لنبيه (قل لم تؤمنوا» بعد لأن هذا الإقرار ليس بايمان (ولكن قولوا أسلمنا» به إذا لستم بمؤمنين (ولم يدخل الايمان» أي التصديق الخاص (في قلوبكم» ففيه دلالة على أن الإسلام نفس الإقرار اللساني والايمان نفس التصديق وقال بعض العامة الاسلام الشهادتان والايمان العمل ثم قرأ هذه الآية وفيه دلالة واضحة على أن المراد بالعمل القلبي وهو التصديق كما ذكرناه.
* الأصل 4 - محمد بن يحيى، عن أحد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سفيان بن السمط قال: سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) عن الاسلام والايمان، ما الفرق بينهما فلم يجبه، ثم سأله فلم يجبه، ثم قال التقينا في الطريق وقد أزف من الرجل الرحيل، فقال له أبو - عبد الله (عليه السلام): كأنه قد أزف منك رحيل؟ فقال: نعم فقال: فالقني في البيت، فلقيه فسأله عن الإسلام والإيمان ما الفرق بينهما؟ فقال: الإسلام هو الظاهر الذي عليه الناس شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان، فهذا الإسلام، وقال: الإيمان معرفة هذا الأمر مع هذا فإن أقر بها ولم يعرف هذا الأمر كان مسلما وكان ضالا.
* الشرح قوله: (فلم يجبه) كأنه ترك الجواب للتقية ولئلا يذكره السائل لأهل المدينة ولذلك أجابه عند خروجه منها.
قوله: (الاسلام هو الظاهر الذي عليه الناس) أريد بالظاهر الاعمال الظاهرة وقوله شهادة أن لا اله إلا الله وما بعده بدل له للايضاح، وأريد بالشهادة الاقرار باللسان بالتوحيد والرسالة سواء كان معه تصديق أولا وقد عرفت سابقا أن الاسلام يصدق على كل واحدة منهما.
قوله: (الإيمان معرفة هذا الامر مع هذا) أي الايمان معرفة الولاية والتصديق بها مع هذا الظاهر المذكور، وقد يحتج به من يجعل الايمان مركبا من التصديق والاعمال الظاهرة وفيه أن المعية لا تدل على الجزئية لأنها أعم منها وعلى تقدير التسليم فلعله تفسير للايمان الكامل والمناقشة في
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428